الاستقرار هو (الرقم الصحيح) في التنمية والاقتصاد، وبدونه تصبح الأرقام مجرد أصفار على اليسار، هذا يعرفه من عنده ذرة عقل، وبما أن المملكة مضرب المثل في متانة الاستقرار والأمن، والحمد لله عز وجل، فإنها تمكّنت -حكومةً وشعباً- من الاستفادة من مواردها بالشكل الأمثل، ذلك هبة الأمن والاستقرار والطمأنينة وتلاحم القيادة مع القاعدة، وأوضح دليل على ذلك أن حولنا دولاً لديها النفط الوفير والأنهار الجارية والأراضي الخصيبة، وسبقتنا في التعليم بقرون عديدة، ولكن حين اختلّ فيها الاستقرار والأمن اختلّ كل شيء فالاستقرار للوطن -أي وطن- كالصحة للجسد، وكالقلب القوي السليم الذي يضخ العناصر المفيدة لجميع أنحاء الجسم. وفي ظل هذا الاستقرار العميم والنادر المثيل حقيقة، استطاع حكماء المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده الأمين، أن يعملوا بطمأنينة وحكمة، فجنّبوا المملكة وشعبها ومصارفها وشركاتها شرور الهاوية المالية التي هزّتْ العالم عام 2008 ولا تزال توابع زلزالها قائمة، فنفّذَت المملكة في هذا العهد الزاهر مشاريع تنموية تاريخية بمعنى الكلمة، وعمّتْ بخيرها أنحاء المملكة التي تشبه قارة شديدة التحديات. عقلاء المملكة لا يخشون من شحّ الموارد فالخير وفير في ظل الأمن والاستقرار والاطمئنان ومواصلة النمو في شتى المجالات، مايخشاه عقلاء المملكة هو البذخ والإسراف والاستسلام للترف، والكسل والاعتماد على الوافدين، فنحن نسرف في هدر الماء والكهرباء والوقود، ونسرف في المأكل والمشرب والسفر، وثقافة الإدخار لدينا هزيلة.. وينبغي أن نتعاضد لدرء هذه الأدواء ونضع اليد في اليد والساعد إلى جانب الساعد لدفع التنمية إلى الأمام، ونبذ الترف والإسراف، ومحاربة الفساد ماظهر منه وبطن.