صبحت بريطانيا طفل الاتحاد الأوروبي البغيض، مع مطالب ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء، بإعادة المفاوضات وتعهداته باجراء استفتاء على عضوية بلاده في الاتحاد، مما تسبب في اقتراب نفاد صبر الدول الاعضاء، ورغم ذلك يقول كاميرون إنه يسعى جاهدا من اجل مواجهة تزايد اعداد المتشككين فى اوروبا خلال محاولته الابقاء على بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. عندما قاطعت اجراس انذار حريق في أحد مصانع السيارات في نوفمبر الماضي، كلمة كاميرون المهمة بخصوص أوروبا، قال مازحا إن مستمعيه ظنوا أنهم يسمعون أجراس الانذار في بروكسل في احتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وانخفضت شعبية الاتحاد الاوروبي في بريطانيا، حيث فاز حزب استقلال المملكة المتحدة، المتشكك في الاتحاد الاوروبي، في انتخابات البرلمان الأوروبي لهذا العام. ووسط ضغوط متزايدة من القوى المناهضة للاتحاد الأوروبي داخل وخارج حزبه، وعد كاميرون باجراء استفتاء على بقاء بلاده في الاتحاد الاوروبى او خروجه منها عام 2017 في حال اعيد انتخابه في الانتخابات العامة المقرر عقدها في مايو المقبل. وفي الوقت الذي يقول فيه كاميرون انه يفضل بقاء بريطانيا في الكتلة، وجد فائدة سياسية كبيرة في التلميح الى انه قد يغير رأيه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه الرئيسية. وقال كاميرون "إذا لم يتم مراعاة مطالبنا ولم نتمكن من تحسين علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي، على اساس افضل فبالطبع لا أستبعد شيئا". وتظهر استطلاعات الرأي تردد المواطنين البريطانيين تجاه أوروبا، على الرغم من كونهم أعضاء في الكتلة السياسية والاقتصادية طوال 40 عاما. وحتى قيادة حزب العمال المعارض، الذي لم يعد باجراء استفتاء، تشعر بآلام حيال عدم مقدرتها التعبير عن رايها حيال الكتلة التي تتكون من 28 عضوا. وتعتبر قضية الهجرة مصدر قلق رئيسي، وبشكل أكثر تحديدا، عدم مقدرة بريطانيا على منع مهاجري الاتحاد الأوروبي من دخول البلاد تحت مبدأ حرية الحركة بين أعضاء الاتحاد. وأظهرت أحدث الأرقام الرسمية أن 228 ألف من مواطني الاتحاد الأوروبي دخلوا بريطانيا بحلول يونيو من هذا العام(2014)، العدد الذي يعد أكثر بمرتين من وعد كاميرون بعدد سنوي أقل من 100 ألف بحلول مايو عام 2015. إلا أن كاميرون يرسل رسائل مختلطة بخصوص عضوية الاتحاد الأوروبي. ففي الوقت الذي يفقد فيه حزبه المحافظ مؤيديه لصالح حزب الاستقلال، يحرص معظم اصحاب الشركات على البقاء في الكتلة التي تعطي أفضلية الوصول إلى 500 مليون مستهلك. وحذر مايكل ريك، رئيس الاتحاد البريطاني للصناعة، أن بمغادرة بلاده للاتحاد الأوروبي سنرى بريطانيا "تنشغل بالداخل، وتنعزل عن العالم في مواجهة التغير العالمي الذي لا مفر منه".