فقدت الساحة الرياضية قبل أيام شخصية رياضية ورمز ريادي في تاريخ الحركة الرياضية بمنطقة حائل، خدم باسهامات بارزة وخدمات جليلة تاركاً بصمات لا تمحي في مسيرة رياضه منطقته. وبرحيل الاستاذ محمد سالم الراجح فقدنا مرجعا تاريخيا كنا نستنير بمعلوماته في كل الامور والقضايا التي تهم الرياضة الحائلية في قالبها التاريخي. عرفت (ابو سالم) رحمه الله انسان واع صاحب قيم واخلاقيات عالية ذو فكر مستنير يتكئ على عمق ثقافي.. معرفي وبالذات في الشأن الرياضي. كان فقيدنا الغالي لا يبخل عن كل من يطلب منه معلومة تاريخية عن رياضة منطقة حائل فكان صاحب المبادرات والتفاعل مع الباحثين والمهتمين بالتاريخ الرياضي. وعندما نتكلم عن شخصية ريادية بحجم المرحوم محمد الراجح فان هذا الرجل عشق الرياضة وخدمة شباب وطنه منذ ما يربو على نصف قرن من الزمن، وتشكلت ابرز ملامح شخصيته الفكرية والقيادية من خلال مساهمته في تأسيس نادي الجبلين وممارسته لكرة القدم مع الرعيل الاول من لاعبي هذا النادي منذ عام 1380ه ثم اختياره كابتن للفريق لسماته القيادية وبعد اعتزاله درب فريقه لفترة ثم اتجه لخدمته في الميدان الاداري باختياره لعضوية مجلس الادارة في اكثر من دورة ثم تدرجه بانتخابه نائباً للرئيس قبل ان يترأس مجلس ادارة نادي الجبلين بجانب تفرغه واحترافه لمهنة التوثيق والضبط التاريخي لاحداث الحركة الرياضية في حائل. كما يذكر التاريخ للفقيد اسهامات خيرية تمثلت في نشاطه التطوعي اذ يعد مؤسس الجمعية الخيرية بحائل وكان امين وعضو في مجلس ادارتها منذ 1399ه ولمدة 19 عاماً متواصلة فضلاً عن خدماته الاجتماعية الاخرى حين اختير امين عام لمجلس جمعية حائل التعاونية وترشيحه لرئاسة لجنة الرياضة والشباب بالهيئة العليا لتطوير حائل. هذا الى جانب اهتماماته بالنشاط الثقافي من خلال حرصه على اقامة الندوات العلمية والملتقيات الاجتماعية والثقافية التي تهم شباب المنطقة بهدف تنوير الفكر وتحصين الشباب فبرز كشخصية مميزة في الجانب الثقافي وابدعت في المجال التربوي واحترفت العمل التوثيقي فكان مرجعا تاريخيا لا غنى عنه لكل من يهتم بالتاريخ الرياضي، وكنت شخصيا ممن نال شرف التعامل معه عن كثب ألجأ اليه في كثير من الامور المتعلقة بالتاريخ الرياضي لاندية ولاعبي حائل في الزمن الجميل بصفتي مهتما بهذا العلم الخصيب (التاريخ الرياضي). كما جبل محمد الراجح على القيم النبيلة والشيم التربوية حيث كان يحرص "رحمه الله" على التواصل مع اصدقائه ومعارفه حتى وهو في احلك ظروفه الصحية، ولعلي هنا اذكر موقفا نبيلا رواه لي استاذي الاعلامي السابق محمد الشنيفي يكشف بجلاء اصالة (ابو سالم) وقيمه الانسانية ومعاييره الاخلاقية عندما كان يخضع للعلاج من السرطان في المستشفى التخصصي، وعلم ان احد اصدقائه يلازم سرير المرض في المستشفى العسكري فقام باستئجار ليموزين وذهب لزيارة صديقه بالمستشفى متحاملاً على مرضه في صورة تكشف دماثة اخلاقه وقيمه الشهمة. رحم الله صاحب القلب النقي الاستاذ محمد بن سالم الراجح الذي احب الناس فاتفق الجميع على محبته.