أكد وزير الخارجية الليبي محمد الدايري أن هناك قلقا من تنامي وجود تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا بالإضافة إلى جماعة أنصار الشريعة التي انضمت إلى بعض قوات فجر ليبيا وقامت بالهجوم الشرس على الهلال النفطي في البلاد. وقال الدايري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري عقب لقائهما أمس بمقر وزارة الخارجية المصرية، إن هناك الآن وجودا متزايدا لتنظيم "داعش" الإرهابي ليس فقط في درنة ولكن أيضا في بنغازي. وأشار الدايري إلى الحادث الأليم الذي تعرضت له إدارة حماية البعثات الدبلوماسية السبت في طرابلس والذي أعلنت "داعش" مسؤوليتها عن هذا التفجير الذي طال هذه البعثة وكذلك انتشار أعلام لداعش في طرابلس في الفترة الأخيرة. وأضاف الدايري "أن هناك تخوفات وقلقا لدينا وهناك قلق من رغبة الجماعات الإرهابية المتطرفة للوصول إلى منابع النفط، ونسعى جميعا إلى دعم أشقائنا العرب على الحيلولة دون تحقيق ذلك"، مشددا على أن المعركة ضد الإرهاب كبيرة وقوات الجيش تقوم بما عليها من واجب لمواجهة تلك القوات ودحر القوات المهاجمة. وأعرب الدايري عن أمله في استتباب الأمن في ليبيا، وقال "إننا في مصر وليبيا نقف في بوتقة واحدة لأن خطر الإرهاب الذي تتعرض له ليبيا تتعرض له مصر أيضا". وعبر الدايري عن تقدير بلاده لما وصفه بالوقفة التاريخية مع الشعب الليبي الذي يتعرض لمحنة ونقدر هذه الوقفة ولنا أشقاء أعزاء في مصر حكومة ورئيسا وشعبا فمصر تقف معنا ولنا اعتزاز كبير لهذا الموقف التاريخي لمصر". بدوره أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تدعم الحكومة الليبية الحالية لتعزيز ورفع قدراتها لأداء مسئوليتها في توفير الخدمات للشعب الليبي الشقيق. وقال شكري "لقد تناولت المحادثات مع الدايري التطورات على الساحة الليبية والأعمال العسكرية الاستفزازية القائمة من قبل أطراف تنتمي إلى توجهات إرهابية ، والعمل الذي تطلع إليه الحكومة الليبية للتصدي لهذه الهجمات التي لها تأثيرها البالغ على مستقبل الشعب الليبي ووحدة أراضيه". وأكد شكري أنه بحث مع نظيره الليبي محمد الدايرى العلاقات الثنائية اتصالا بزيارة رئيس وزراء ليبيا والجهود المشتركة لدعم الشرعية الممثلة في مجلس النواب الليبى وكذا العمل على تعزيز ورفع قدرات الحكومة الحالية. وقال شكري إن المباحثات تركزت أيضا على الجهود التى يقوم بها المبعوث الأممى برناردينو ليون لخلق إطار من الحوار الوطني بهدف التوصل إلى حلول سياسية للوضع في ليبيا بما يحقق مصلحة الشعب الليبي وذلك في اطار سياسي جامع والتخلي عن الخيار العسكري من قبل الجماعات المتطرفة ونبذ العنف وتكريس التوجه نحو الشرعية، وأشار إلى التواصل المستمر والدائم مع الحكومة الليبية. وردا على سؤال حول تعدد الاعتداءات على المصريين في ليبيا وجهود الحكومة في وقفها ، قال الدايري" إننا نقدم تعازينا للأشقاء وهناك حوادث تحدث تجاه أخواننا من مصر وللأسف فإن الاٍرهاب يمس الليبيين أنفسهم وبشكل يومي وهناك محاولات لاتخاذ إجراءات لاستتباب الأمن في بنغازي ستنعكس إيجابيا على المصريين والليبيين المتواجدين في بني غازي". من ناحيته أكد وزير الخارجية المصري سامح شكر أنه لا يوجد تهديد عام بالنسبة للمصريين في ليبيا وعددهم وفير ومازلوا يسهموا فى تنمية المجتمع الليبى ولكننا دائما ننبه إلى أهمية توخي الحذر والبعد عن أماكن الاقتتال والصراع العسكري والعنف ومراعاة الأمن الشخصي في كل مناسبة، مشيرا إلى أن الوضع الراهن في ليبيا هو وضع استثنائي وتكتنفه الكثير من المخاطر.