واصلت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين تنفيذ برامجها وتقديم خدماتها للمتضررين حيث ركزت الحملة في خدماتها على وحدة الدعم النفسي العاملة في العيادات التخصصية السعودية في مخيم الزعتري شرق الأردن التي تتعامل مع مختلف الشرائح والفئات الإنسانية في المخيم. وقال المدير الإقليمي للحملة الدكتور بدر بن عبد الرحمن السمحان إنه جرت العادة أن تركز الاهتمامات من قبل العديد من الجهات المهتمة بالعمل الإنساني على الجوانب الظاهرة وقلما يلتفت المجتمع للآثار النفسية المترتبة على ما يعانيه المتضررون من آلام وصدمات تلقي بظلالها على تفاصيل حياتهم اليومية حتى ما بعد الأزمة. وأضاف أنه من منطلق أهمية هذا الجانب أولت الحملة الوطنية السعودية عبر وحدة الدعم النفسي التي تم إنشاؤها لهذا الغرض الاهتمام عبر مشروعها المتواصل "وتغيثوا الملهوف" الذي يهدف إلى توفير الدعم النفسي والمساندة المعنوية للأشقاء اللاجئين السوريين، الذين هم في أمس الحاجة له جراء ما تفرضه بيئة اللجوء وما يترتب عليها من تبعات إضافة لما سبقها من آثار نفسية نتيجة ما عانى منه هؤلاء الأشقاء في بلادهم لا سيما المصابين والمتضررين من الحرب منهم. وأوضح أن العدد الإجمالي لما استقبلته هذه الوحدة منذ بداية عملها في العام 2014م بلغ 1793 لاجئاً يراجعون الوحدة بشكل مستمر حيث يبلغ متوسط عدد المراجعين شهرياً ما بين 150 - 170 مراجعاً. وأبرز السمحان الاهتمام الذي توليه الحملة أيضًا بالأيتام وأبناء المفقودين وزرع البسمة على وجوههم حيث تم توزيع الهدايا وألعاب الأطفال عليهم كنوع من التخفيف من معاناتهم وإدخال الفرح إلى قلوبهم، سائلاً الله العلي القدير أن يجزي حكومة المملكة وشعبها خير الجزاء لقاء ما يقدمه لهذا الشعب من عون ومساعدة. من جهتها بينت مشرفة الدعم النفسي الأخصائية إيمان خضران أن المهمات التي تعمل الوحدة على تنفيذها والجوانب التي تهتم بها هي إعداد الدراسات حول المتضررين نفسياً من الذين يواجهون مشكلات معينة لا سيما أزمات ما بعد الصدمة والإصابة، ومن فقدوا ذويهم من الأرامل وأمهات القتلى والأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. ولفتت النظر إلى أن الوحدة تقوم بناءً على هذه الدراسات بالتعامل مع هؤلاء المصابين والمرضى وتعقد لهم جلسات للاستماع والوقوف على مشاكلهم وتقديم النصح والإرشاد والتوعية والعلاج المناسب لهم بهدف التخفيف عنهم وبث الأمل في نفوسهم والعمل على حل مشاكلهم، وتقديم المساعدات العينية لهم إضافة إلى متابعة حالتهم الصحية والنفسية بشكل مستمر ودوري، وتشجيع الأطفال على العودة للدراسة ومواصلة التعليم وممارسة حياتهم الطبيعية كأقرانهم من هذه الفئة.