باتت الحياة قابلة للتأويل، وقسط منها بات ناقصاً عندما ملأنا فراغاتها بنصوص كلها تكهنات وتعدٍّ على النوايا. الوطن ليس نسيجاً نفكك نسيجه العتيق وقت ما نشاء لننسج من خيوطه لوحة (كانافا) ترضي غرورنا ورغباتنا وذائقتنا التي غالباً لا يعجبها شيء. ينسدُ شُريان الوطن عندما تشحن عقول شبابه بأفكار القتل والتدمير تحت مسمى الاستحقاق وإيهام مخيلتهم بأنهم سوف يعيدون العافية للوطن. الزمن غير رحيم بنا وليس بمقدوره تجديد صورتنا التي رسمناها هو فقط قطب ناقل.. هل آن الأوان لالتقاط صور جديدة لنا؟ أن نكتب عن الحب بضخامة ولا نمارس فعل الحب هو دليل على فقدانه، وفاقد الشيء لا يعطيه. أصبحنا في منطقة انعدام الرؤية لأننا نبحث عن ظاهر الأمور ولا نتعمق في حقيقتها، ماذا عنكِ وماذا عن عقلكِ المختبئ خلف تفاصيلك المزدحمة بمصممي الموضة ومنتجي العطور وحياة الآخرين. ما هويتنا الساكنة داخل جدران إسمنتية لا نستطيع تجاوزها أو كسرها، وماذا فعلنا لاستنطاق هويتنا غير إسالة الحبر واسترجاعها عبر الكلمات. واهم من يظن أننا مجتمع لا يتغير مجتمع لدية خصوصية، فالزمن له صيرورة لا نستطيع معاكستها، نحن نتحول من العمق حتى السطح وننسجم مع التغيرات المحيطة بنا لننجو وسط هذا العالم المتموج. غاب وغبت وعاد مكتظاً بالحياة وضاجاً بالخبرة ومليئاً بملامح إنسان عربي يخاف وهو جسور.. في الأزمات نتعامل مع الحياة مثل تعاملنا مع حبيب سابق لا نشعر نحوه بلهفة ولا ننتظر منه كلمة.. فقط نبدّل الأدوار. الأعياد لا تعني أن تنتظر أحداً.. هي تعني وفاءك للحياة وإدارة ظهرك لكل ما يعجبك.. فأمامك نوافذ كثيرة تقرأ فيها مستقبلك. فنحن كبشر لا يمكن أن نُدرك ماذا علينا أن نفعل لأنه ليس لنا إلا حياة واحدة لا يمكن إصلاحها في حياة مقبلة. جرب أن تزهد بكل ما عند الآخرين من بضاعة وأولها شهوة الكلام وتناقل الأخبار التي لا تسمن ولا تغني من جوع، سوف تحس أنك للتو خرجت من جلسة يوغا مليئة بالتأمل. أصبح البعض يتاجر بمصائب الآخرين وفقرهم وبؤسهم هذا سوء اخلاق لغياب المهنية في التعاملات الأخلاقية بين البشر. لا تعقد حياتك بكثرة إدخال الآخرين فيها.. حياتك ملك لك، حتى أبناؤك لهم حدودهم معك.. دع حياتك تتقاطع معك أنت ومع ما تريد وليس ما يريد الآخرون.. جرّب حتماً هناك نتيجة مذهلة!.