حمل (كلاسيكو) الكرة السعودية الأخير بين الاتحاد والهلال في دور ال16 من مسابقة كأس ولي العهد على أستاد الملك عبدالله بجدة والذي انتهى هلالياً مستوى ونتيجة قمة كروية بمواصفات فنية عالية لم تخلُ طيلة لحظاتها من المتعة والندية على مدار أكثر من 120 دقيقة، ولم تقتصر داخل الملعب، وإنما امتدت للمدرجات ورسم روابط الفريقين متعة إضافية بتقديم الكثير من الأهزوجات من الجانبين نظراً لما تحمل مبارياتهم على مدار تاريخهم الطويل الكثير من الإثارة والتشويق، ولم يخيب لاعبو الفريقين ظن جماهيرهم التي حضرت قبل بداية المباراة بخمس ساعات وغصت بهم مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله باكرا، وقدم نجوم الفريقين خصوصاً المحليين مكافأة لهم من خلال الأداء المشرف الذي لم يتوقف طيلة مجريات المباراة ما جعل الكثير يصف هذه المواجهة بواحدة من أفضل مباريات الموسم الحالي. والانتصار الهلالي جاء في وقت مناسب وهام لجماهيره وإدارته والتي عانت كثيراً بعد خسارة اللقب الآسيوي، وتسببت في فقدان لاعبي الفريق للكثير من توهجهم وتألقهم، وأحدثت هزة وهبوطا كبيرا في المستوى، خلال نتائجهم الأخيرة في (دوري عبد اللطيف جميل)، ليأتي هذا الانتصار بطعم خاص وفي توقيت هام قبل فترة التوقف لأكثر من شهر، ومكاسب الفريق الأزرق أمام الاتحاد لم تكن لوجود أفضلية فنية واضحة بعد أن قدم لاعبو الأخير أداء قويا طيلة المباراة، وشاطروهم الخطورة والاستحواذ، إنما الجانب النفسي الذي عانى منه لاعبو الهلال كثيرا بعد النهائي الآسيوي، إضافة إلى مواصلة الهزة محلياً والتي تسببت بخسارة خمس نقاط متتالية أمام النصر وهجر، ما جعل الفريق يلعب بحمل وأعباء كبيرة وضغوطات جماهيرية، ولكن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد نجحت قبل اللقاء بتخفيف الآثار السلبية التي عانى منها الفريق وانتشال اللاعبين نفسيا، وبشهادة المحليين الفنيين فان المهاجم ناصر الشمراني ولاعب الوسط سعود كريري والمدافع ياسر الشهراني والحارس عبدالله السديري عوضوا تراجع مستوى المحترفين الأجانب خصوصاً البرازيلي نيفيز والروماني بنتيلي والكوري كواك، والذين ينتظر أن تقوم الإدارة بمناقشة الجهاز الفني حول مصيرهم خلال فترة التنقلات الشتوية. الانتصار الهلالي المهم خفف بشكل موقت من حدة النقد تجاه عمل الإدارة وشرفيي النادي المؤثرين، وتجاوز الفريق أزمته وعودة الروح للفريق وبالتالي تحرير اللاعبين من الضغوطات الجماهيرية والإعلامية على أمل مواصلة الانطلاقة، وعلى الرغم من ذلك فالهلال بحاجة لتدعيم صفوفه ببعض العناصر الأجنبية خصوصاً في مركز الهجوم ومتوسط الميدان قبل انطلاقه البطولة الآسيوية والتي سيفتقد خلالها خدمات هدافه ناصر الشمراني الموقوف انضباطياً ثماني مباريات. في المقابل تعامل الجانب الاتحادي بجميع أطيافه سواء من جماهير أو إدارة أو الجهاز الفني عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتصريحات الفضائية مع خسارة (الكلاسيكو) والخروج من ثاني مسابقات الموسم الرياضي، بهدوء وعقلانية وعدم انفعال زائد على الرغم من أنها جاءت أمام الهلال، على أمل القيام خلال فترة التوقف بتعديل الأمور، وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين أجانب ومحليين، معتبرين أن صفوف "الاتي" خلال الفترة الحالية ينقصها عنصر الخبرة، بعد نجاح الروماني فيكتور بيتوركا في إيجاد توليفة وتجانس بين اللاعبين، وهو الذي لايزال يبحث عن طعم الانتصار الأول له مع الفريق بعد أن لازمه سوء الطائع منذ تولية دفة القيادة الفنية، إذ تلقى أربع خسائر في اقل من شهرين على مستوى (دوري عبد اللطيف جميل) أمام هجر والتعاون والشباب، ساهمت في تراجعه إلى خامس الترتيب، مواصلة المعاناة في كأس ولي العهد، ولم يحقق سوى تعادلين في الدوري أمام الهلال والشباب، وتعد فترة التوقف فرصة مواتية للجانب الاتحادي لمعالجة الأخطاء وتصحيح المسار.