النانو وحدة قياس صغيرة جداً، والتي تعني جزءاً من ألف مليون جزء من المتر. وتعرف تقنية النانو بأنها تقنية تتعامل مع الأجسام ذات البعد الواحد، والتي تتراوح بين 0.1 و 100 نانومتر (جزيء الماء يبلغ قطره حوالي 1 نانومتر) في حين يبلغ قطر كرية الدم الحمراء حوالي 7000 نانومتر. وعند مقارنة هذه الوحدة بشعرة الإنسان التي تقدر بعشرات الآلاف من النانومتر يتضح ضآلة وإمكانيات هذه الوحدة. ويمكن تعريف هذه التقنية بأنها تصميم وتمثيل وإنتاج وتطبيق بنى وتركيب المواد والأجهزة والنظم من خلال التحكم في أشكالها وأحجامها بمقياس النانو، والتي يمكن أن تنتج عنها خصائص جديدة ومفيدة في حياتنا المعاصرة بمختلف مجالاتها. وقد نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - المؤتمر السعودي الدولي الثالث للتقنيات متناهية الصغر ليكون من أهم المؤتمرات الدولية لعلماء وخبراء تقنية النانو 9 – 11 نوفمبر 2014. وقال رئيس المدينة الدكتور محمد السويل عند افتتاح هذا المؤتمر إن تقنية النانو أصبحت تمثل جزءاً أساسياً في دعم الاقتصاد العالمي ومن أكثرها نمواً، حيث من المتوقع أن تزيد مبيعات السلع المعتمدة على هذه التقنية عن تريليون دولار سنوياً، موضحاً أن المدينة أولت تقنية النانو اهتماماً خاصاً إدراكاً منها لأهمية هذه التقنية من خلال إجراء البحوث في معاهد المدينة ودعمها على مستوى المملكة، والإسهام في إنشاء البنى التحتية لتقنية النانو بهدف توفير بيئة مناسبة قادرة على المنافسة في المجال الصناعي. وقد ناقش المؤتمر العديد من المحاور التي تشمل المواد النانوية والالكترونيات النانونية، والضوئيات، والخلايا الشمسية، والأغشية، بالإضافة إلى الأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة. إن مستقبل تقنية النانو في المملكة يبرز من خلال الشراكات التي عقدتها المدينة مع مراكز تميز عالمية مثل جامعة كامبردج، وجامعة كاليفورنيا لوس انجلس، وسان دييغو، وبيركلي، وسانتا باربرا، وجامعة نورث ويسترن، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وشركة IBM وغيرها من المراكز المتميزة. الأمل كبير في حلول متميزة لهذه التقنية في مجال المياه والطاقة الشمسية والبتروكيماويات التي تحتاج لها المملكة "بشدة" في السنوات القليلة القادمة.