من الأمور المهمة في التربية التأكيد على الهوية الوطنية للمتعلم وهذا مؤكد عليه في أهداف المدرسة السعودية وكان الأمر واضحا منذ سنوات طويلة حيث كنا طلبة نبدأ يومنا بتحية العلم وترديد هتافات وطنية يتم فيها تأكيد الولاء لله عز وجل ثم المليك والوطن وعلى تميز المملكة وما بها من نمو وخير ونظرة طموحة وعلى عقيدتها الإسلامية السمحة كونها بلد التوحيد وبلد الحرمين الشريفين وبلد العقيدة السمحاء.. ومع مرور السنوات تعرض التعليم لهجمات مؤدلجة بعد دخول الحزبيين الحركيين في التعليم فكان لهم تأثيرهم على هذه الهوية الوطنية وتأثر بهم عدد من العاملين في الميدان التربوي بحسن نية أو بسوء نية وبدأ ذلك ينعكس على المدرسة وأنشطتها وأصبحت الهوية أشمل وأعم بالانطلاق بمفهوم الأمة وتذويب الولاء الوطني المحلي فارتبك مفهوم الهوية عند الطلبة وتأثرت قناعاتهم بواقع معرفة تاريخ ومناطق وهوية وطنهم فسهل اختراقهم واختطاف الناشئة وزرع الأفكار الحزبية في أذهانهم واستغل المتطرفون الشخصية المتدينة للمواطن السعودي في تمرير أفكارهم المنحرفة عبر تشويه وتحوير معاني النصوص القرآنية الكريمة والنبوية الشريفة. وكان من الممكن التأكيد على الهوية الإسلامية لهذا الوطن دون تهميش الهوية الوطنية. وفي مواجهة هذا الفكر، كانت أهداف التربية واضحة والرؤية قد اكتملت من خلال حرص ومتابعة للميدان وهنا برز موضوع الهوية الوطنية وحاجتها للتعزيز والتأكيد داخل المنظومة التربوية وكانت الأهداف مايلي: 1- إعداد مواطنين صالحين من المعرفة الرصينة والأخلاق الحميدة والاتجاهات السلمية ما يعينهم على القيام بواجباتهم. 2- تعريف الناشئة والشباب أن بلادهم مهد العروبة والإسلام وأرض البطولات والأجداد، وأن لها منزلة خاصة في العالمين العربي والإسلامي، إذ عليها رعاية الحرمين الشريفين، وإن شعبهم السعودي جزء لا يتجزأ من الأمتين العربية والإسلامية، وأن مصيرهم جميعا واحد، وأن هذا المصير المشترك يوجب عليهم التعاون والتضامن والاتحاد. 3- غرس حب العمل في نفوس الناشئة والشباب أيا كان نوعه مالم يكن منافيا للدين. 4- تعريف الناشئة والشباب بمؤسسات بلدهم وتنظيماته الحضارية وأن هذه لم تأت محض مصادفة، بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير. 5- تنمية اتجاهات الأخوة والتفاهم والتعاون التي يجب أن تسود المواطنين والناس أجمعين. وتم إقرار المقرر لمراحل التعليم العام بحماس منقطع النظير وتم تكوين أسرة وطنية للتربية الوطنية لكن المادة كانت بدون نجاح ورسوب وأصبحت وسيلة استرخاء للطلبة ولم تحقق كامل الاهداف. ومن هنا وبعد كل هذه السنوات من تجربة التربية الوطنية فإن توصيات ممكن تقديمها لصناع قرار التربية الوطنية من اجل تحقيق نتائج افضل وتتمثل في مايلي: 1- التأكيد على أهمية التربية الوطنية مادة أساسية مستقلة من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي. 2- أن تصاغ مفرداتها بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية مع التركيز على الجانب الإنساني والوجداني والعاطفي. 3- أن تكون مادة بنجاح ورسوب مثل بقية المواد الدراسية الأساسية وأن يتم اختيار المعلمين من المتخصصين في الاجتماعيات بعد اجتيازهم تدريبا مناسبا في التربية الوطنية. 4- مطالبة كليات التربية باستحداث تخصص التربية الوطنية يمنح درجة الدبلوم التربوي لمدة عام يسمح للمعلمين في التخصصات الإنسانية بدراسته بعد حصولهم على الدرجة الجامعية مع تحديد مواصفات ومهارات معينة لمن يتم اختيارهم لهذا التخصص للمعلمين والمعلمات. 5- أن يكون من صلب هذه المادة فتح المجال لندوات أسبوعية يقوم فيها البارزون والناجحون في المجتمع في كافة التخصصات العلمية والفكرية والإنسانية للتحدث للطلبة والطالبات وربطهم بشخصيات المجتمع ويمكن توسيع دائرة الاختيار ووضع المواصفات فيمن يشهد له بالتميز والنبوغ. 6- تكثيف الزيارات لمظاهر النهضة المختلفة في مدن ومحافظات المملكة والأجهزة الحكومية وأقسامها وأعمالها وبالذات ما يرتبط وأمن وحضارة المجتمع وتقدمه التقني والصناعي والعلمي والطبي. 7- إجراء دراسة علمية ومراجعة تقويمية لما مرت به التربية الوطنية منذ بدايتها تلقي الضوء على أسباب القصور والنقص والجوانب الإيجابية والسلبية تشمل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور ومختلف فئات المجتمع لوضع تصور متكامل يوضع على طاولة وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل لاتخاذ ما يراه سموه في الأمر.