في زمننا المعاصر تحتم ظروف الصحة والحياة على الدقيقين ممن يهمّون بنزول الفندق قبل أن يتفحّصوا غرفة الفندق الذي سينزلون فيه أن يدخلوا إلى دورة المياه كي يروا الاستعداد الصحي، وكيفية تركيب المعدات ومدى قوة الإضاءة وأخيراً وربما ليس آخراً رائحة الحمام. ويعطون للفندق درجة على كل كمال بتلك النقاط. فإذا بلغت درجاته خمساً اعترفوا أنهم عندئذ يسكنون بفندق "خمس نجوم". واعتاد البعض أن يُطبق هذا الفحص في خارج الوطن أيضا، ومن الصورة الأولى أو النظرة سيعرف مدى سلامة العناية الصحية في المكان. ومع تطبيق الأوامر بإغلاق المحلات التجارية في بلادنا في أوقات الصلاة، فإنني لا أجد وفرة موازية في دورات المياه وأماكن الاغتسال أو أماكن للإفراغ، وكأننا في ظعن أو سفر. ويجوز للمرء السؤال لماذا تقل دورات المياه في مدننا، الصغيرة منها والكبيرة، أقصد دورات المياه النظيفة والصحية والمصانة منظراً ورائحة؟ في بريطانيا أذكر أنهم وضعوا رسوماً رمزية على استعمال دورات المياه. فلا ينفتح باب المغاسل إلا بوضع عملة نحاسية كانت سائدة اسمها PENNY أو ال.. بنس. من هذا دخل المصطلح إلى الإنجليزية الإنجليزية وليست الأمريكية. فإذا قال أحدهم إنني ذاهب ل إنفاق بنس فإن القول يعني : إنني أهم بالذهاب إلى دورة المياه. Spend a penny وبالرغم من كون العملة النحاسية ال بنس انقضى عهدها ولم تعد تستعمل إلا أن المصطلح احتفظ بأهميته اللغوية لدى عامة الشعب الإنجليزي كلغة محكية طبعاً. صارت النظافة الشخصية مطلباً. وأقترح على مرتادي المطاعم في بلادنا استعمال ذلك المعيار والذهاب لمشاهدة وضع دورة المياه قبل النظر إلى باقات الورود "المرزوزة" على مائدة الأكل. لمراسلة الكاتب: [email protected]