أفْطَرَ الصائمُ. والاسمُ الفِطْرُ. وفَطَّرتُهُ أنا تَفْطيراً. ورجلٌ مُفْطِرٌ وقومٌ مفاطيرُ. ورجل فِطْرٌ وقومٌ فِطْرٌ، أي مفطِرونَ، وهو مصدر في الأصل. والفَطورُ ما يُفْطَرُ عليه (الصحاح في اللغة). وبقيت الكلمة غير دارجة عند عامة أهل نجد لأنهم لم يكونوا معتادين على تناول الفطور أصلا. يكتفون بالقهوة ويتناولون غداء في الضحى. ألزمتهم بعد ذلك ظروف العمل المكتبي بتناول وجبتهم قبل الذهاب على العمل، وكذا ظروف التعليم. واعتاد الناس على مصطلح جميل وشهيّ وهو مصطلح "فك الريق" أي أن الريق (ماء الفم) كان منعقدا وجافا بعد النوم، والوجبة ستفكهُ وتُعيد جريانه. الجملة عند عامية نجد القديمة تعني فطور الصباح. ويشترك في الدلالة مع كلمة Breakfast الإنجليزية، فالكلمة الإنجليزية حسب كل القواميس مُركّبة، كأنها تقول "كسر الصوم" وهي تقترب من "فكّ الريق". وطبيعة الفرنسيين الرقيقة لم تقل "كسر" بل أتت بمصطلح ناعم يعني الإفطار وهو petit dejeuner وتعني الجملة الغداء الصغير. والكلمة الإنجليزية دخلت الى اللغة الإنجليزية فقط في العام 1463م. ويرى الانجليز، واطباء التغذية لديهم أن وجبة الإفطار الصباحي الصحية أسلم وسيلة لبدء يوم عمل. وفي العام 1896 أدخل الشباب الإنجليز مصطلحا شبابيا محببا لهم، وهو brunch عبارة عن فطور متأخر يكفي عن الغداء. والكلمة مُركّبة من breakfast and lunch واستعملها الأمريكيون بكثرة، ويستعملها الآن شبابنا وشاباتنا العائدون من أمريكا. وأظن أننا عدنا - دون خيار - الى وجبة "فك الريق" التي كان الناس يتناولونها في الضحى، وتكفيهم حتى وجبة العشاء. وقد كانت قمة في التغذية النافعة، حيث كانت تتكون من التمر وخبز التنور والزبد واللبن. ويقول أطباء التغذية عندنا إنهم ينظرون سلبا إلى انغماس السعوديين في السنين الأخيرة في اكل الكبدة كإفطار، وينهون عن الاستمرار في جعل الممارسة حتمية يومية. وجاءت عادة أكل الفول كإفطار من الحجاز، وينصح أهل التغذية به، ويفضلونه على الكبدة، التي يتناولها الناس في دكاكين الكبدة.