تكثر في العالم حتى وقت قريب هواتف العملة. في المطارات والأسواق وحتى أقفال أبواب دورات المياه لا تنفتح إلا بوضع ( بنس ) . هذا في بريطانيا سابقا، لنقل حتى نهاية الستينيات من القرن الماضي. ودخلت مفردة الاستئذان لزيارة دورة المياه بقولهم : - I am going to spend a Penny . وترجمة العبارة الحرفية ( إنني ذاهب لأُنفق بنس ) . ويستعمل المجلس البلدي " الوارد " لصيانة ونظافة دورات المياه العامة . قرأتُ أخيراً خبراً يقول إن بعض الأسواق المركزية اعتمد إتاحة صندوق خيري أمام المتسوقين ليضعوا فيه الباقي من العملات المعدنية التي تترك أو تُوضع داخل كيس التسوق لتذهب دون فائدة. والسبب ان الكثير لا يودون حملها داخل جيوبهم. حقيقة ان هذا التوجه توجه سليم. سبقنا إليه متطوعو ومتطوعات الجمعيات الخيرية في الغرب. حيث يختارون يوم التسوّق (عادة يوم السبت) يحملون صناديق مختومة أمام المخازن الكبرى ويجمعون المال لأعمال الخير. لابد أن غيري فكر في العملة المعدنية التي نتداولها. والتي في رأيي لم تعد تحظى بأهمية ذات بال. فالبائع يتأفف إذا حاول الزبون الدفع بعملة معدنية. كذلك المستهلك لا يتردد في ترك «الفراطة» للبائع. وأعتقد ان عملية سك النيكل تكلف مؤسسة النقد أكثر من الفائدة المتوقعة من تداولها. سكها، وحسابها، وفحصها ونقلها وتوزيعها وحملها. ألا ترون في هذا عبئاً ثقيلاً قد يجعل مؤسسة النقد تفكر في دراسة إيقاف تداولها؟. صحيح أنها حبيبتنا القديمة. ولكنها كانت كذلك يوم كان المرء لا يضطر إلى حملها في جيبه.. لقلتها بأيدي الناس!.. كان ثمة فائدة أخرى للعملة الفضية. فهي كانت تستعمل للتوازن بين كفتي الميزان. وفي بعض بلدان الاتحاد الأوروبي بدأ الناس يتخلصون من العملة المعدنية لسبب طريف وهو أن النساء اشتكين من فوات الوقت في أرتال ( طوابير ) التسوق وسيدة واقفة تبحث في محفظتها اليدوية عن تكملة معدنية لقيمة مشترياتها. بقيت قيمة العملة المعدنية ضرورة ملحة في المباريات الرياضية. فالحكم لا يستغني عنها لبدء المباراة .