بدأت أمس بمحكمة الجنايات، بمجلس قضاء الجزائر العاصمة محاكمة زعيمي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي "عبدالمالك دروكدال" وتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) " عبدالمالك قوري" بتهمة ارتكاب أعمال إجرامية بكل من العاصمة وبومرداس منها نصب كمائن لأفراد الشرطة والجيش والتحريض على الأعمال الإرهابية وزرع الرعب وسط السكان . ويوجد من بين ال 41 إرهابيا المحاكمين، 26 في حالة فرار من بينهم "دوردكال" و"قوري" والأخير سبق وأن حكمت عليه المحكمة بالإعدام العام 2012 بتهمة القتل والاختطاف وطلب فدية العام 2009، قبل أن يتزعم تنظيم (جند الخلافة) المنشق عن القاعدة، الذي أعلن منذ قرابة السنة التحاقه بتنظيم (داعش) وتبنى أول عملية إرهابية تمثلت في اختطاف وإعدام الرعية الفرنسية آرفي غوردال في أعالي جبال جرجرة بمنطقة القبائل (110 كلم شرق العاصمة) نهاية سبتمبر الماضي. وذكر مصدر قضائي أمس ل "الرياض" أن الإرهابيين ال 41 عرفوا في التسعينيات في أوج الأزمة الأمنية الداخلية، بزرع الرعب وسط المواطنين وتنصيب الحواجز المزيفة في الطرقات والكمائن لقوى الأمن المشتركة، ومن بين هؤلاء المدعو وليد عدوي الذي اعتقل العام 2011 ببيته بمنطقة حسين داي بضواحي العاصمة الجزائر وكان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية حيث عثرت مصالح الأمن في بيته على حزام ناسف وكشف لدى استنطاقه عن أسماء شركائه بعضهم تم القضاء عليهم سلفا على يد الجيش. ويشير المصدر نفسه إلى أن غالبية المتهمين كانوا ينشطون ضمن "كتيبة الفتح" التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، بعضهم تم القبض عليه بالعاصمة وبومرداس، والبعض الآخر ما يزال في حالة فرار، وسيرّد المتهمون الموقوفون على التهم (القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة بهدف زرع الرعب وسط السكان والمساس بأمن المواطنين والتحريض على الأعمال الإرهابية وتمويل جماعة إرهابية مسلحة). وكان تقرير أعدته مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب نشره كاملا الموقع الإخباري " الحدث الجزائري " هذا الشهر قدّر عدد الإرهابيين الذين ما يزالون ينشطون ب292 عنصرا وهذا في 8 مناطق من البلاد وصفت بأنها "بؤر توتر" ترتع فيها الجماعات الإرهابية على غرار ولايات منطقة القبائل. وأكد التقرير الأمني أن أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي "عبدالمالك درودكال" المكنى أبو مصعب عبدالودود موجود حاليا بجبال ولاية جيجل (350 كلم إلى الشرق).