بدأت محكمة جنايات الجزائر أمس، محاكمة زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» عبد المالك دروكدال المكنى «أبو مصعب عبد الودود» غيابياً، وتوجهت المحاكمة نحو التأجيل للبت في طعون شكلية مقدَّمة من قبل المحامين. وبدأت الجزائر إحدى أكبر المحاكمات في تاريخها لزعيم تنظيم إرهابي مع 40 آخرين ينتمون إلى التنظيم، بعد اتهامهم بتنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات في فترة التسعينيات في العاصمة الجزائرية وولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة). لكن محاكمة دروكدال المتواري عن الأنظار منذ نحو 3 سنوات، لن تكون الأولى ضده غيابياً، إذ صدرت سابقاً عشرات الأحكام الغيابية بالإعدام في حق الرجل الأول في «القاعدة المغاربية». ويرد اسم دروكدال عادة في محاكم تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) وبومرداس، إلا أنه في الفترة الأخيرة، باتت محاكمته تتكرر في مجلس قضاء العاصمة بعد تأسيس محكمة جنائية متخصصة في قضايا الإرهاب. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن من بين المتهمين ال41، 26 فاراً، من بينهم دروكدال وأمير جماعة «جند الخلافة» قوري عبد المالك، المطارَد أيضاً في عشرات القضايا منذ كان يحتل مركزاً قيادياً في منطقة الوسط التابعة ل «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» قبل انشقاقه مع 15 عنصراً آخرين ليؤسسوا «جند الخلافة» الذي بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وتورطوا بخطف وقطع رأس السائح الفرنسي إيرفيه غورديل في غابات تيكجدة. ويُحاكَم هؤلاء بتهمة «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة بهدف زرع الرعب وسط السكان والمساس بأمن المواطنين والتحريض على الأعمال الإرهابية وتمويل جماعة إرهابية مسلحة». على صعيد آخر، ذكرت مصادر مأذون لها أن الجزائر نشرت أول من أمس، نحو 4 آلاف جندي على حدودها مع ليبيا للتفتيش والتمشيط وملاحقة مجموعات مسلحة تسللت منذ أيام إلى المنطقة. وأفاد مصدر أمني بأن هدف هذه العملية العسكرية هو ملاحقة مجموعات مسلحة تسللت أخيراً عبر الحدود ولا يُعرَف من أين جاءت، كون الحدود مع النيجر قريبة أيضاً من المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن 4 آلاف جندي يشاركون في العملية العسكرية على الحدود مع ليبيا جنوب منطقة «جانت»، بعد ورود تحذير أمني من تسلل مجموعتين مسلحتين عبر الحدود في منطقة المثلث الحدودي بين الجزائروالنيجر وليبيا. وقد تكون تحركات قوات الأمن مرتبطة بتوافد آلاف السياح الأجانب لقضاء إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة في جانت. على صعيد آخر، قدم علي بنفليس الذي هُزم أمام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الملف التأسيسي لحزبه الجديد: «طلائع الحريات». وقال بيان للحزب إن الملف الذي سُلِم أول من أمس، إلى وزارة الداخلية الجزائرية يضمّ تواقيع 288 عضواً مؤسساً يمثلون الولايات ال48 في البلاد ومن كل الفئات الاجتماعية والمهنية. ويصبح الحزب مرخصاً وفق القانون، بعد انتهاء مهلة شهرين ما لم ترفض وزارة الداخلية الطلب.