بعيدا عن الجدل الدائر حول التقنية الحديثة والتغيرات الهائلة اللتي أحدثتها في تعاملاتنا وحياتنا الاجتماعية سلبا كانت أو إيجابا إلا أن هناك جانبا لم يطرق كثيرا ولم يتم الحديث عنه والبحث فيه بالشكل المطلوب.. ألا وهو تأثير تطبيقات الهواتف الذكية على هوية لغتنا العربية خاصة في جانب الكتابة والإملاء وأنا هنا لا أود الخوض في المعارك اللتي دارت رحاها منذ بدايات القرن الماضي حول الفصحى والعامية واللتي أخرجت لنا أشهر قصيدة شعرية نظمت في اللغة العربية للشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم.. بل أود الحديث عن الكتابة تحديدا.. حيث ظهرت لنا خلال السنوات القليلة الماضية لغة مكتوبة جديدة باتت تتشكل ملامحها وتطفو على السطح تخالف كثيرا مماتعلمناه ودرجت العادة عليه لعل أبرزها تمييع اللغة واستخدام كلمات غريبة لا يعرف معناها خاصة في التحايا والخطاب والوداع, إضافة لاختصار الكلمة بحرف واحد للدلالة على كلمة ف(ع) تعني (على)، ناهيك عن الطامة الكبرى اللتي ذكرتنا بالكتابة العروضية الشعرية واللتي كنا نتندر بها على من لا يعرف الإملاء وقاعدتها أن ما ينطق يكتب مثل أن تكتب كلمة كذا كيذا بالياء.. وغيرها كثير لو أردنا الرصد والتحليل.. وخلاصة الأمر أننا بحاجة ماسة لدراسة مثل هذه الظاهرة اللتي قد تشكل خطرا على هويتنا العربية والوطنية وعلى تعليمنا الذي يركز في مخرجاته ومنذ السنوات الأولى على القراءة والكتابة لحصارها وتفادي ماقد ينتج عنها من آثار سلبية مستقبلا بحيث لاتكون تهديدا يستنزف منا الوقت والجهد لمعالجته.