في الوقت الذي تتجه فيه منطقة عسير لتفعيل السياحة المستدامة لما تتميز به من تباين بتضاريسها وأجوائها التي خلقت الفكرة أمام هيئة السياحة لتدير دفة " مبادرة عسير وجهة سياحية مدار العام "، إلا أن البعض من أهالي المنطقة والزوار لتلك المواقع ينظرون لهذا التوجه بأنه لازال بحاجة إلى خطوات عديدة تعيد جدولة السياحة المستدامة حيث مشاريع مناطق الاستقطاب الشتوي التي تعتبر الوجه الآخر للسياحة لازالت شبه متعثرة في انشائها. فمنذ ثلاث سنوات عندما تم إنطلاق العمل في إنشاء كورنيش الحريضة بقيمة مليونين و 420 ألف ريال للمرحلة الاولى لم يتجاوز العمل فيه الى يومنا هذا تلك المرحلة، إضافة إلى أن التنقل من مدن ومحافظات السراة للوصول لتلك المواقع يعتبر رحلة شاقة لايدركها الا من عبر عقبة "شعار" وعقبة "ضلع " الموصلة بدورها لسواحل عسير على إمتداد يقارب 180 كلم باتت تشكل خطرا كبيرا على مرتاديها بمنعطفاتها الحادة وعدم ازدواجية مساراتها التي شهدت عدد من الحوادث المميته خلال المواسم الماضية. هذا ويصطدم المشتين بضعف الخدمات السياحية المقدمة سواء من المستثمرين السياحيين أو من قلة الأماكن المزودة بالخدمات البلدية،مع ارتفاع في أسعار المنتجعات السكنية والشاليهات حيث بلغ سعر الشاليه ذي الغرفة الواحدة 500 ريال، بينما سعر الشالية ذي الغرفتين 900 ريال، والشاليه ذي الثلاث غرف ومنافعها 1200 ريال لليلة الواحدة، كما أصبح سعر الفلل ذات الدورين والمنافع بالإضافة إلى مسابح خاصة 1800 ريال بزيادة 4 أضعاف عن الأوقات العادية، أما سعر الخيام على الشاطئ فإنها بالمقارنة بأسعار الشاليهات لا تعتبر غالية حيث يبلغ سعر الخيمة لليلة 100 ريال. وطالب مشتون في إيجاد منشآت سياحية خدمية تقارن بتلك التي تسابقت لها المدن الساحلية في المملكة بإيجادها كالمدن السياحية والشواطئ ذات الخدمات المتكاملة. الى ذلك يقول المشتي " محمد بن سعيد" القادم من مدينة أبها أنه مع بداية موسم البرد في أعالي جبال السراة أصبح أمام الأهالي الخيار للهبوط الى هذه السواحل كونها المتنفس الوحيد الذي يعنى برحلة البحث عن الدفء وأضاف أن الخدمات على هذا الساحل لازالت تعتبر الى الآن متوسطة بعيدا عن الشقق ولكن الخدمات الأخرى التي يحتاجها المشتي والتي تتمثل معظمها في المطاعم فالمنطقة التهامية خصوصا الساحلية لازالت تحتاج الى الكثير من المطاعم النظيفة حيث لايمثل هذه الخدمات سوى مطعم واحد أو اثنين هي التي تجد الإقبال عليها أما البقية فهي بالفعل تفتقد النظافة وهذا ما يتضح عليها مطالبا بلديات المناطق التهامية في تكثيف الرقابة على هذه المطاعم، ومن جانبه أضاف " علي الأسمري " أحد زوار تهامة أن ماتعانيه المنطقة هو عدم إاكتمال شواطئها بالخدمات خصوصا شواطئ الحريضة والقحمة والمعجز التي تعاني من سوء التنظيم وعدم وجود أماكن مخصصة مزوده بالخدمات إضافة الى هروب الكثير من المستثمرين من وضع خدمات كافية مقابل هذه المجموعات التي تتدفق على تلك السواحل قائلا ونحن نعيش وسط منطقة عسير كمنطقة سياحية معروفة الإ أن الخدمات لم تكتمل بعد. وأضاف خالد محمد عسيري أن هذه المواقع جميلة للغاية لما جمعت من الطبيعة الخضراء على ساحلها الممتد وينقصها هنا نوع من التنظيم لاسيما الجلسات الخاصة للعوائل والعزاب فكوننا هنا وجلستنا كانت خاصة للعائلة فقط وجدنا معاناة مع العديد من جلسات الشباب والممتدة على هذا الساحل بشكل عشوائي دون رقابة أمنية وما هذه المعاناة إلا لما يعمله الشباب من إزعاجات متكررة بالقرب من مجمعات العوائل حيث أرى أن التواجد الأمني يجب أن يأخذ وضعا مكثفا بقدر ما تجده هذه المنطقة من زوار تتزايد أعدادهم كل عام. من جهة أخرى، تحدث ناصر محمد وحسن العمري حيث قالا: "الخدمات الموجودة تبعد عن هذه المواقع الساحلية ما على 10كلم علماً ان الزائر لهذه المنطقة لا تقل إقامته عن يومين فمع هذا يستصعب مسافة الطريق لاسيما في الأوقات المتأخرة من الليل فوجود أماكن خدمية على الساحل هو عامل مهم للغاية لتكون الإقامة ممتعة بدون مشقة". وفي شاطئ الحريضة تحدث "عبدالعزيز عبدالرحمن قائلا:" إنّ هذه المواقع جميلة للغاية وذات أجواء رائعة، إلاّ أنّ هناك نقصا في بعض الخدمات مثل النظافة، كما أنّ خدمات الفنادق والمطاعم بسيطة وتحتاج إلى المزيد من تقديم الخدمات، وذلك بتنفيذ عدد من البرامج التطويرية والمشروعات السياحية، التي تزيد من الرقي بالمنتج السياحي المحلي. وقال فهد عبدالله " إن الطبيعة هنا فرضت نفسها بأن تكون مكاناً سياحياً يقصده الآلاف من الزوار، ولكن تكاد تنعدم من الخدمات الفندقية الجيدة، والأماكن الترفيهية التي نبحث عنها، ويفترض برجال الأعمال الاستثمار هنا بالمشروعات السياحية، وإنشاء الفنادق العالمية، والأسواق التجارية الضخمة، والتي ستكون بلا شك عامل جذب مهما للكثير من الزوار والباحثين عن السياحة الشتوية الداخلية". ثلاث سنوات للمرحلة الأولى من مشروع الحريضة ضعف الخدمات على ساحل عسير مشتون بدون خدمات ارتفاع اسعار الشاليهات يدفع لإيجار الخيام