يشهد كورنيش عسير البحري هذه الأيام تدفقاً هائلاً من المشتين والزائرين القادمين من المرتفعات الجنوبية الهاربين من موجات البرد القارص التي تجتاح المنطقة حالياً مما انعش الحركة التجارية بشكل كبير وساهم هذا الاقبال خاصة عطلة نهاية الاسبوع في ارتفاع كبير للشاليهات والخيام والشقق المفروشة، حيث وصل سعر الشقة المفروشة 400 ريال في اليوم الواحد و200 ريال للغرفة الواحدة و150 ريالاً للخيمة، كما شهدت اسعار الشاليهات ارتفاعاً وصل إلى 700 ريال في شاطئ الشقيق المحاذي لشواطئ عسير ولوحظ استخدام العديد من العائلات للخيام الشخصية على سواحل عمق والبرك وذهبان والقحمة. وفضلوا ذلك للاستمتاع بالبحر من جهة وتجنب ارتفاع اسعار الشقق المفروشة من جهة اخرى، فيما اشتكى عدد من المتنزهين من قلة المراكز السكنية وتباعدها عن الشواطئ مما يجبر العديد من الأهالي على استخدام الخيام كحل اخير. «الرياض» شهدت خلال جولتها تزاحم العديد من المتنزهين والمشتين على المطاعم القليلة التي لم تف بحاجة الزوار الذين ظل البعض منهم ينتظر الطلب لأكثر من ساعتين نظراً للازدحام الشديد وقلة المطاعم التي لا توازي الكم الكبير من الزوار للكورنيش والشواطئ التي بدت بصورة جميلة ورائعة اثر الجهود الكبيرة من بلدية محايل عسير وبلدية محافظة رجال المع، حيث شكل كورنيش البرك الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مؤخراً عند زيارته لقطاع الساحل وكورنيش الحريضة والقحمة لوحة جمالية أخاذه ورسم جانباً من ملامح التنمية والتطور التي تشهدها مراكز ساحل عسير البحري، ولاشك ان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير رائد السياحة الأول قد ادرك تماماً حاجة مراكز الساحل للتنمية السياحية واهميتها ودعا مؤخراً في مؤتمر صحفي خلال زيارته الأخيرة لسعيدة الصوالحة كافة رجال الأعمال والمستثمرين الى المسارعة في الاستثمار في هذا الجزء الهام من مملكتنا وأشار الى انه على استعداد تام لمساعدة المستثمرين وتسليمهم مواقع للاستمثار للمطاعم والمحطات والشقق المفروشة وغيرها ليتحقق من خلالها العديد من الابعاد والتطلعات السياحية ونموها في المنطقة التي تتمتع بمقومات سياحية رائعة على امتداد 180 كيلو متراً، كما رصدت «الرياض» خلال جولتها التوافد الكبير على سوق السمك الشعبي القريب من شاطئ عمق الذي يعد موروثاً شعبياً لأهالي عمق، حيث يتكون من عدد من العشش والصنادق بها عدد من الأسرة الخشبية والحصر، حيث يمثل نمطاً من التراث ويتم في هذا السوق اعداد وجبة السمك الطازجة على طريقة الحنيذ في التنور حيث يعد هذه الوجبة عدد من النساء يسمين (بالمعزبات) وقد سجل اقبالاً كبيراً من الزائرين رغم رداءة مستوى النظافة والصحة العامة بهذا السوق الذين قدموا دعوة مفتوحة لبلدية محايل للعمل على تطوير هذا السوق بما يحفظ هوية هذا الموروث الشعبي ويرفع في الوقت نفسه مستوى النظافة والصحة العامة.