في الأندية الأخرى يتضاعف الدعم عند تحقيق البطولات وفي الهلال جاءت الأمور على النقيض من ذلك تماماً فبعد تحقيق الفريق لكأس الفيصل وهو اللقب الخامس على التوالي مهيمناً بذلك سيطرته المطلقة على البطولات المحلية كان من المقرر عقد اجتماع «شرفي» تاريخي نظراً للأجواء «الفرائحية» التي تحيط بالبيت الأزرق لمناقشة الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها ولأن للسعادة وجهاً شاحباً أحيانا فقد جاءت الأزمة نظير التميز الأزرق في البحث المستميت عن المميزين من اللاعبين والبطولات وفي مساء الأحد الماضي حضرت الجماهير الهلالية بكثافة إلى مقر النادي «العريجاء» لمشاهدة نجومها الحقيقيين الذين قادوا دفة السفينة الزرقاء نحو المجد منذ تأسيسه حتى الآن وكم كانت صدمتهم وصدمة إدارة ناديهم عنيفة حتى انفض الجمع قبل أن يعقد لظروف مختلفة اتفقت على بقاء الحال على ما هو عليه. وقبل ذلك المساء ب «72» ساعة كان نجوم الزعيم يجيرون بطولة أخرى ويقيدونها في السجلات الزرقاء المكتظة بمثيلاتها وهي التي كانت تسير في الاتجاه الأخضر لولا روح البطولة الذي يملأ صدورهم وفي ذلك المساء عاد للكرة السعودية فتاها الذهبي وأعاد لصناعة اللعب جزءا مهما من وهجه الذي كاد أن يضيع بفعل الأربطة ونجوم القضاء على المواهب. وفي ذلك المساء ايضا تذكرت الجماهير الحاضرة أو المتسمرة خلف الشاشة الصغيرة حارس الفريق حسن الذي ربما يرحل بغير رجعة في أول ردود أفعال الأزمة الآنفة الذكر وهم يشاهدون المتألق جبلي يذود عن مرماه بكل بسالة وفي وضع نفسي وعصبي كأنه في العقد الثالث من عمره رغم أنه لم يدخل الثاني الا منذ أيام قليلة. هذه الأزمة أثرت ولو جزئياً بمداد الفرح الهلالي المعتاد بعد أن انصرفت الإدارة ولها كل الحق في ذلك للبحث عن حلول سريعة وناجعة وكانت الوجهة هذه المرة نحو الداعم الأول والفعال الأمير الوليد بن طلال والذي أعلن على الفور بعد لقائه بالأمير محمد بن فيصل بالتبرع بخمسة ملايين ريال وهو مبلغ كفيل بتسيير الأمور الطارئة حتى اشعار آخر يقف فيه رجالات الهلال وقفتهم المعهودة ويبرهنون بصدق عن حبهم الأزلي بذات الطريقة التي اعتادها الجميع منهم وجعلتهم علامة فارقة في جبين الأزرق ومضرب مثل لنظرائهم في الأندية الأخرى. فهم ومنذ القدم يساندون الهلال الكيان بغض النظر عمن يقف على رأسه الهرمي وهم في كل الأحوال يتفقون على الهلال ولا شيء سواه. والهلال ياسادة مرحلة من التشبع في المتعة والإخلاص والمحبة والبطولات ما ان تنتهي بطولة وتستقر في خزائنه حتى يشمر نجومه عن سواعدهم في سبيل البطولة الأخرى وهو يمتلك «قاعدة» جماهيرية هائلة تمثل نصف سكان الوطن لا يمكن أن تمر السنة دون أن يكون للهلال حضور ولو رمزي على خارطتهم لذا لا تتركوا هذه «الظاهرة» تصارع الأزمة وقتا طويلا فتشغلها عن أدوارها الحقيقية وتحرمنا من متعة الكرة المحلية الحقيقية وشمسها الذي لا يجحدها سوى من أعماه التعصب. في العارضة - كما توقعت في زاوية الخميس الماضي تألق عبدالحق العريف في وسط الأهلي وواصل العنبر تسجيله للأهداف. - لا يمكن أن يلام القناص ياسر في التعبير عن فرحته العارمة فهي المرة الأولى التي يحتفل فيها برفع الكأس. - ليت كل النهائيات لدينا يكون الأهلي والهلال طرفا فيها فالمتعة الفنية حاضرة والأخلاق الرياضية في قمة توهجها والاحترام المتبادل بدأت به المباراة وانتهت عليه. - في منتصف الشوط الأول أكد صديقي النصراوي ان البطولة هلالية بعد أن «علق» على لقطتين للجماهير ظهرت فيها الجماهير الأهلاوية متشنجة في حين كانت الابتسامات تملأ المدرج الهلالي.