كشف رئيس الجمعية السعودية للإعاقة السمعية المكلف محمد العثمان ل"الرياض" أن المؤشرات التي توضح أعداد الصم من خلال الكشف المبكر في المملكة وبشكل دقيق تتراوح ما بين 350 إلى 450 ألف أصم وصماء وضعيفي سمع من كبار وصغار السن في المملكة. وأشار العثمان إلى عزوف البعض من الصم عن زراعة القوقعة لعدم وجود تأهيل وتدريب طبي من المستشفيات والأطباء قبل وبعد زراعة القوقعة داخل أذن الأصم، موضحاً أن 80 في المائة من نجاح عملية زراعة القوقعة يعتمد على التأهيل والتدريب. وأشاد ببرنامج الكشف المبكر للأطفال الذي أوجد في كل 30 حالة يتم الكشف عنها وجود حالة اشتباه مصابة بإعاقة سمعية، من خلال ما اظهرته نتائج المستشفيات الثلاثة المعتمدة في المملكة لإجراء البرنامج، دون باقي المستشفيات الاخرى. وذكر العثمان أن أعداد الصم في تزايد وهم أكثر الإعاقات نمواً بين الاعاقات لعدة أسباب منها زواج الاقارب التي تشكل ما نسبته 50 في المائة، مؤكداً أن نسبة الصم عند الرجال تفوق نسبة النساء. 50 % من حالات الإعاقة السمعية سببها زواج الأقارب وأضاف أن الجمعية السعودية للإعاقة السمعية ساهمت على مدى الثلاث السنوات الماضية في توظيف (1150) أصماً على مستوى فروع الجمعية الأربع بالمملكة. ونوه العثمان بالكشف المبكر للاصم الذي يحتاج لتدخل مبكر، وأن الطفل الاصم منذ ولادته حتى عمر 4 سنوات لا يستطيع الوالدان التعامل معه لعدم معرفة احتياجه للعلاج إما بزراعة قوقعة أو اصابته بضعف سمع أو صمم كامل، معللاً عدم قيام الوالدين بإلحاق ابنهم المصاب بالإعاقة السمعية مدارس الصم في ظل غياب التوعية لدى الوالدين بحالة بوجود اعاقة سمعية لدى ابنهم، مما يتطلب الكشف للطفل المصاب لدى المستشفى لمعرفة تشخيص مرضه وهل هو بحاجة لزراعة قوقعة او معينات سمعية او يحتاج لتدخل مبكر لتهيئته لدخول الفصول الدراسية. وأشار إلى عدم معرفة البعض من الوالدين بإصابة احد ابنائهم او الاشتباه بالصمم إلا بعد 10 إلى 15 سنة. وقال العثمان: "إن الجمعية الآن تعمل على اعداد قاموس اشاري للأطفال ذوي الاعاقة السمعية ذوي الصمم الكامل لمن يعتمدون على لغة الإشارة، وهو مشروع مدعوم من مقام خادم الحرمين الشريفين لجمعية الاعاقة السمعية، وسيتم توزيعه على وزارة الصحة والوالدين لتهيئة الطفل لتعلم لغة الاشارة ودخوله المدرسة مع الصم، وهو قاموس جزأته الجمعية لعدة قواميس". وذكر أن لدى الجمعية فروع تقدم عبرها خدماتها وهي الجهة المسؤولة عن الصم بشكل عام، فهي تقدم خدمات تأهيلية وتعليمية تدريبية وخدمات اجتماعية تتمثل في دعم الصم من خلال تزويدهم بالسماعات ودعمهم بالكشف المبكر ومساعدتهم على الزواج، بالإضافة لتأهيل الصم للحصول على عمل وتدريبهم على مهارات فنية، وأن من ضمن الخدمات تقدم الجمعية خدمة توعية المجتمع بإعطاء دورات في لغة الإشارة. وثمن العثمان صدور الموافقة السامية على تنفيذ برنامج الكشف والتدخل المبكر للإعاقة السمعية المرافق الصحية وإنشاء سجل وطني للإعاقة السمعية وأن هذا القرار اثلج صدور المختصين والمعنيين.