شن زعيم جماعة الحوثيين "أنصار الله" عبدالملك الحوثي هجوما قاسيا على الرئيس عبدربه منصور هادي وطالبه بتسليم الاجهزة والدوائر الرقابية في الدولة الى انصاره، وإشراكهم في الاجهزة التنفيذية، وإلا فسيتم "فرض سياسة الامر الواقع" عليه! وقال الحوثي في خطاب متلفز، خلال لقائه بجموع من قبائل خولان، مساء الاثنين وبنبرة تحد إن ما اسماه محاربة الفساد اولوية بالنسبة له، وانه وجه خطابا للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بان "يسلم الاجهزة الرقابية لأيدي الثوار، فامتنع ورفض" واضاف "ان الشراكة في الاجهزة الرقابية والتنفيذية مسألة حتمية، لا يمكن التنازل عنها والتفريط بها" وزاد "اذا لم يستجيبوا لنا بموجب الاتفاقيات، فسنفرضه على ارض الواقع، ولن نقبل بالاستبداد". كما اعلن الحوثي رفضه لمطالب السلطات والقوى السياسية والمجتمع الدولي بان تكون مهمة محاربة الارهاب مهمة الدولة وقوات الامن والجيش، واكد على تمسكه بمحاربة من يسميهم "التكفيريين والقاعديين". وقال انه اذا ارادت الدولة ان تتولى المهمة فعليها ان تعلن ذلك بقرار سياسي، وان يتم ضم المسلحين من جماعته "اللجان الشعبية" الى قوات الامن والجيش لتشارك معهم في المهمة واضاف انه اذا لم يتم ذلك، "فإننا لن نفرط بأمن واستقرار البلاد". وهاجم الحوثي هادي واصفاً إياه ب«مترس الفاسدين» واتهمه بعرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وما يتضمنه من استحقاقات ثورية، حسب تعبيره. وقال، إن ما اسماها ب«ثورة الشعب» لم تكتمل. واتهم الحوثي الرئيس هادي ب«تصدر قوى الفساد وعرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة» وتابع «تمنينا عليه الوقوف إلى جانب الشعب». وهاجم الحوثي أميركا ودول المنطقة واتهمها بدعم الفساد. وقال إن مجلس الأمن يساهم في حماية الفاسدين، الذين ينزعجون من محاربة مسلحيه تنظيم القاعدة. ويأتي خطاب الحوثي عقب طرد وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي للمسلحين الحوثيين من وزارة الدفاع وتمكين اللواء حسين خيران رئيس هيئة الاركان الجديد من الدخول الى مكتبه ومزاولة مهامه بعد رفض الحوثيين السماح له بذلك. كما امر الصبيحي بإخراج المسلحين الحوثيين من الدائرة المالية لوزارة الدفاع، واستدعى قوات الحماية الرئاسية لطرد الحوثيين. ويحاول المسلحون الحوثيون السيطرة على المؤسسات الإدارية والدوائر المالية لمؤسسات الدولة. وكشفت مصادر سياسية ان هادي امهل الحوثيين 48 ساعة لسحب مسلحيهم من العاصمة، ورفض دمج مسلحيهم في الجيش قبل الاتفاق على عملية نزع السلاح، كما رفض تمكين الحوثيين من الاجهزة الرقابية للدولة ومن ضمنها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. واكدت المصادر ان هادي هدد بتقديم استقالته. من جانب اخر رفضت كتلة المؤتمر الشعبي العام في البرلمان اليمني التصويت على منح الثقة لحكومة خالد بحاح الجديدة بعد أن كان مقرراً إجراء التصويت في جلسة امس الثلاثاء. وبعد اعلان رئيس كتلة المؤتمر سلطان البركاني ان كتلة حزبه الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح لن يصوتوا لصالح الحكومة انسحب أعضاء الحكومة الذين حضروا الى البرلمان. وبرر البركاني قرار حزبه بالامتناع عن منح الثقة للحكومة، بأن الأخيرة رفضت الالتزام بإيقاف أي عقوبات دولية تطال مواطنين يمنيين، في إشارة منها إلى قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على رئيس الحزب والرئيس السابق علي عبدالله صالح. كما اكد البركاني انهم لن يمنحوا الحكومة الثقة بعد اقتحام مقر الحزب في عدن والتي تشهد معركة كبيرة في اطار الحزب بين انصار صالح وهادي، اذ يرفض قيادات في مؤتمر عدن قرار الحزب اقالة هادي من منصبه كأمين عام للحزب، وفشلت جهود صالح في احتواء الموقف، وقام بتغيير مدير مكتب الحزب في عدن. واعتبر البعض ان ما يجري هو نقل للمعركة بين صالح وهادي الى أسفل قبة البرلمان. على صعيد آخر وصل عشرات المسلحين امس الثلاثاء الى مدينة تعز لتشييع جثمان العقيد نجيب المنصوري رئيس ما يسمى بالمجلس العسكري التابع للحوثيين. وقالت مصادر محلية ل"الرياض" ان المسلحين الحوثيين وصلوا على متن عشرات السيارات ورددوا الشعار التابع للجماعة، في جامع السعيد في قلب تعز، ثم توجهوا الى منطقة الحجرية حيث جرى دفن المنصوري الذي لقي مصرعة في حادث مروري.