أكد مثقفون سعوديون في حديث خاص ل"الرياض" أن الإبداع الثقافي بشكل عام لا يوجد إلا بوجود الحرية الفكرية الثقافية ولا ينعدم وجوده إلا بوأدها وخنق الأدب الفكري، مشيرين إلى أنه لو أتيحت الحرية الفكرية لذابت جميع عوائق الساحة الثقافية وأصبح المشهد الثقافي في ازدهار، كما أكدوا أهمية تواجد النخب الثقافية في إدارة الأندية الأدبية التي تسهم في إنتاج ثقافي مستمر، ومنهم من وصف الأندية الأدبية بأنها تحولت إلى أماكن استبدادية، منوهين إلى أن المجتمعات الثقافية بحاجة إلى إعلام حر نزيه يرتقي بالثقافة والمثقفين، كما أنها بحاجة إلى نقابة ثقافية تسعى لمساندتها، مطالبين الجهات الثقافية المختصة أن تضع بصماتها الصادقة على كل ما هو جديد في الساحة الثقافية. في البدء تحدث الأديب والناقد السعودي عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي سابقاً الأستاذ عمر الفوزان قائلاً إن حرية الإعلام مفتاح لازدهار الثقافة بشكل كامل من فكر وأدب وفن وإعلام صحيح وأن الإبداع الثفافي يوجد بوجود الحرية أو وفق وأدها ولكن عندما تتاح الحرية الفكرية تذوب العوائق الثقافية كون رقي الثقافة عامل مهم في تقدم وتطور الشعوب والأوطان فوصول شعب أي وطن للأمن الثقافي غاية تتمناها معظم دول العالم فانحسارالثقافة أداة إلى الانغلاق والتقوقع وفق الفكر الإقصائي الأوحد الذي يمقت التنوع الثقافي وفق بروز أيدلوجيات متطرفة إقصائية تختطف الثقافة وتغلق أبواب الاختلاف والتنوع والرأي الآخر. عمر الفوزان: غياب النخب الثقافية عن الأندية الأدبية ساهم بشكل كبير في قلة وضعف الإنتاج الثقافي ناصر البكر: الثقافة مرآة الشعوب يجب أن تأخذ مجراها الطبيعي بأبسط الأمور وأشار الفوزان إلى أن الإعلام الحر يساهم في النقد والتحليل وبالتالي يزيل المعوقات التي تقف أمام ازدهار الثقافة فالمؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والمنتديات الثقافية الخاصة للأسف دورها حالياً أقل من القليل قد يكون العديد من يدير الأندية الأدبية لا يؤمن بالنقد وفق حرية الرأي والتعبير والتفكير، كما أكد الفوزان على إن غياب النخب الثقافية عن إدارة الأندية الأدبية ساهم بشكل كبير على قلة وضعف الانتاج الثقافي من قبل الأندية الأدبية وقال: لذا كم نحن بأمس الحاجة أن يدير الأندية الأدبية نخب مثالية ثقافية لا تفكر بتفريغ ميزانيات الأندية في جيوبها بل تفكر في رقي الثقافة بالوطن تؤمن هذه النخب بحرية التفكير والتعبير والرأي تؤمن بالتنوع الثقافي تتقبل النقد بصدر رحب لا تقصي أحد. وأوضح: كذلك نحتاج إلى إعلام حر نزيه يرقى بالثقافة بشكل عام من فكر وأدب وفن وإعلام إلى أعلى المستويات وفق إرادة سياسية جادة فالثقافة اليوم غير ثقافة الأمس كونها اليوم عالمية غير خاضعة للحدود، وقال: إننا في ظل مخاطر الإرهاب الذي يهدد مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة نحتاج إلى تأصيل ثقافة الاختلاف والتنوع وقبول الآخر وتقبل النقد كون النقد هو من طور الأوطان. ناصر البكران كما أكد الكاتب والناقد الأدبي عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي الأستاذ ناصر البكر على أن المشهد الثقافي في المملكة جزء من كيان الثقافة العربية التي تشكل منظومة أديولوجية للعالم المعاصر ككل، وقال الثقافة السعودية بطور النمو المستمر وذاك لأنها ركبت الموجة الحضارية متأخرة ولكنها تسير بخطوات حثيثة ما لم يتلبس بعض من ينتسبون إليها ثياباً ليست لهم؛ فالثقافة مرآة الشعوب والثقافة يجب أن تأخذ مجراها الطبيعي بأبسط الأمور، مشيراً إلى أنه يجب على الجهات المختصة بالإعلام أن تواكب ما هو جديد علينا وأن تضع بصماتها الصادقة على ذلك، كما يجب عليها الحرص على الشفافية المطلقة لأنها تتحدث مع نخبة مجتمعنا الذين لايستهان بهم، وقال البكر: إن وزارة الإعلام يجب أن تتعامل مع المثقفين وكأنهم نهر جارٍ، فوضع السدود يسبب الفيضان، ويجعل آخر النهر آسناً، بل يجب أن يُعمّق النهر حتى يستوعب كل ماهو آت. كا أوضح البكر: أن حرية الفكر الثقافي لاتحتاج منّا إلى شيء غير التنبيه على أن ثوابت الدين يجب ألا تخدش، لأن المساس بها دليل على عدم الثقافة واللاوعي، ولو نظرنا إلى النخبة المثقفة في الغرب لوجدناهم يحترمون ما يرونه ثوابتاً عقدية، وقال البكر: من منظوري الشخصي أرى أن النخبة المثقفة في بلادنا- حفظها الله- تحتاج إلى نقابة ثقافية تحت مظلة وزارة الإعلام ترعى الاحتياجات، وتسعى إلى المساندة والتنوير في جميع أمور الشارع الثقافي. وتحدثت المثقفة السعودية عضو الجمعية العمومية بنادي حائل الأدبي الأستاذة تركية الأشقر: أن من علامات تقدم الأمم حرية الإعلام وانفتاحه على العالم وحضوره لكل النشاطات ومشاركته بكل الأحداث وأهم من هذا المصداقية وفك القيود عنه، وقالت إن حرية الإعلام والفكر الثقافي بوابة المتفائلين، والمثقفين، والمنتجين بقصد تقصي الحقائق، وشحذ الهمم ونقل الصورة الصادقة، مشيرة إلى أن الإعلام حضن الثقافة وحاوي الأدب والأدباء والمثقفين للإبداع بمبدأ الحرية وهدف التنوع، ولا بد من أن يكون له دور فعال بالنقد والتحليل بمصداقية ليخرج الأدب أدباً راقياً منقحاً يدل على رقي الإعلام ورقي ثقافة الأمة، مؤكدة: أن من داءات الإعلام ومساوئه خنق الأدب أو أي مجهود فكري فيه خانة ضيقة أو حصره على فئة أو تركيزه على مجال وتقييد حريته ليناسب فئة معينه أو ينحاز إلى مجموعة بقصد الاحتكار ما يعيق ازدهار الثقافة وتنوع جوانبها وعامل على تجفيف منابعها وتدني مستواها ورداءة مخرجاتها، إن الإعلام الحر الراقي سفير الأمة ووجهها ومرآتها وصورها التي تحكي وتترجم للعالم ثقافة أمه برمتها، وقالت الأشقر: المتأمل للمشهد الثقافي في المملكة يقرأ له ملامح وتفاصيل بعدة وجوه. لما يختزله من تراكم ثقافي نوعي مشتت، يصعب الإلمام بكل جوانبه، من حيث البعد المسافي والثقافي، واختلاف الافكار والرؤى، لكنه بشكل عام مقبل على ثورة لاختراق المسافات وتقريب الأفكار، بخدمة التقنية الحديثة بتواصل اجتماعي، إن تبني مؤسسات او جهات تدعم المثقف وتأخذ بيده هو خدمة عظيمة للمشهد الثقافي في المملكة. وأبانت المثقفة السعودية عضو الجمعية العمومية بنادي حائل الأدبي الأستاذة خيرية الزبن تشهد الصحافة السعودية والإعلام في الوقت الحالي تحولات كبيرة في مجال حرية التعبير عن الرأي وإيصال صوت المثقف السعودي والمواطن إلى المسؤولين والقيادات في الدولة من خلال طرح القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تهم المواطن وتتناولها بالنقد والشرح والتحليل ولكن لازالت حرية الإعلام لم تصل إلى المستوى المأمول ولازالت مقيدة بقيود المؤسسة الاعلامية والصحافية التي تشل من عملها وتفرض عليها رقابة شديدة وتكبل الاعلامي والمثقف بقيودة كثيرة تحد من حرية رأيه، وأكدت الزبن: أن حرية الرأي حق مكفول للجميع ولكل انسان الحق في التعبير عن رأيه، وحرية الرأي الآن لم تعد ترفاً بل هي مطلب اساسي للشعوب وحرية الرأي هي جزء من حريه الانسان لذا لابد أن توضع نقابات للإعلاميين والمثقفين يلجأ اليها هؤلاء الإعلاميون والمثقفون حينما تفرض قيود تحد من حرية عملهم. وقالت الزبن: الساحة الثقافية السعودية تزخر بالعديد من الأدباء والمثقفين ومعرض الكتاب الدولي أكبر شاهد على ذلك أنه أبرز المشهد الثقافي في المجتمع السعودي الذي يعج بالصالونات الأدبية والثقافيه وخرج لنا الكتاب الصغار الذين يؤلفون الكتب الثقافيةوالأدبية وأصبح لدينا جيل مثقف من الصغار والصغيرات.