السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في عريضة تأسيس ناد أدبي بالأحساء
بعيدا عن المصادرة والإلغاء.. قريبا من نقد الذات
نشر في اليوم يوم 14 - 09 - 2003

تعددت الآراء وكثرت وجهات النظر حول تأسيس ناد أدبي بالاحساء، وطرحت تساؤلات كثيرة حول ثقافة الاحساء وأجوائها الفكرية وهل المثقفون في الاحساء يحملون رؤية فكرية صائبة وسليمة تجاه الثقافة عموما؟ بل ان البعض تساءل فيما اذا كانت هناك ثقافة اصلا في الاحساء..الكاتب والباحث عبدالله الخضير يقدم هذه القراءة للعريضة التي رفعت لوزير الثقافة والاعلام وحول الوضع الثقافي في الاحساء.
حين اطلعت على العريضة التي رفعت بشأن تأسيس ناد ادبي بالاحساء في 18/5/1422ه احببت ان اقدم هذه الرؤية حول قضايا ثقافية يمر بها الشارع الثقافي بالاحساء.
وبداية لابد ان نتعرف على مفهوم الثقافة كبعد اجتماعي.
ان علماء الاجتماع يعرفون الثقافة بانها (اسلوب حياة) وبهذا التعريف الموجز يقرر كثير من الباحثين ان الثقافة من هذا المنظور هي مركب معقد لمزيج متفاعل يضم فنون المجتمع ومعتقداته، وعاداته، ومؤسساته، وقوانينه واعرافه، وابداعاته، واساطيره، وفولكلوره، ولغاته، وقيمه المختلفة وبهذا تشمل الثقافة كل مجالات الحياة.
ولاشك ان الثقافة لعبت دورا كبيرا في نهضة عدد من الشعوب في التاريخ كما لعب المثقفون دورا رئيسيا ورياديا في تلك النهضات حتى اننا نقف عند تلك المقولة المشهورة (ان امة تقرأ هي أمة تحيا) ومزيدا من توافر الامكانات المساندة والمساعدة يكون الابداع اسمى وارقى ومزيدا من الثقافة يعني مزيدا من التقدم، وامة لا تقرأ لامكان لها على خريطة العصر.
وعن ماهية الثقافة يعرفها الدكتور عبدالمالك خلف التميمي - استاذ التاريخ في جامعة الكويت - بأنها الانتاج الذهني والروحي والمادي وانماط السلوك الذي ينجزها متميزون والمثقف هو الذي يبدع في اطار ذلك المفهوم.
الاحساء مركز ثقافي:
لست بصدد الحديث عن تاريخ الاحساء القديم لان هذا الموضوع قد أسهب فيه الباحثون، وكتب فيه الدارسون لانني اعتقد ان الحركة الفائقة النشاط في ميدان العلم والثقافة والفكر التي تشهدها الاحساء اليوم هي في حقيقتها حصيلة من تراكمات حضارية وثقافية وعلمية ترسخ بنيانها منذ قرون طويلة.
فالاحساء مركز ثقافي مؤثر وذلك بتوافر الدلائل على وجود المكونات الثقافية فيها والتي اثرت في حياة مجتمعها تأثيرا واضحا، والاحساء شهدت العلم والعلماء وانتشار وسائله وتلقيه وتوافر ادوات بثه واعلانه فهناك حلقات الدرس وإلقاء الدروس وتأليف الكتب، ونسخ المخطوطات، وتباري الادباء والشعراء في نظم القصائد في فنون الشعر المختلفة، وكتابة النثر الفني، وكذلك وجود مكتبات عامة وخاصة.
والاحساء كذلك منارة من منارات العلم والثقافة ينهل من معينها ابناؤها ومن يأتي اليها، فالمناخ الثقافي متوقد يتيح المجال لبروز مبدعين من الشعراء والادباء والباحثين.
والاحساء كانت ومازالت تعج بحياة ثقافية نشطة ولكنها تأخذ الطابع التقليدي البحت وذلك باقتصارها في السنوات الاخيرة على بيوت الادب ومجالس الثقافة وهذا تقليد قديم نحترمه ونقدره.
ويجمع الكثير ممن زار الاحساء من مناطق اخرى من المملكة ان الاحساء ارض خصبة لكل عمل ثقافي، حيث توجد بها بيئة ثقافية، وارضية فكرية قوية من الممكن ان تحتضن اي مشروع ثقافي يكون له دور واسهام في التعريف بالتراث والفكر والأدب.
تقول الدكتورة نجمة ادريس في احدى قضاياها الثقافية (ان معنى البيئة الثقافية هي وجود الانسان في وسط بيئي ومعيشي على مستوى من التحضر والرقي مع توافر الرغبة في تطوير النفس ومحيطها الاجتماعي)، ولعل الاحساء ينطبق عليها هذا الأمر.
الخطاب الثقافي في الأحساء:
ان خطابنا الثقافي في الاحساء - وبكل صراحة - لم يستوعب مفهوم الثقافة كثقافة نقية مسالمة تعترف بالآخر وتسير في مركب الحوار لأن الثقافة بمفهومها الفكري والابداعي لا يمكن ان تنمو وتزدهر الا في اجواء متسامحة ومنفتحة ونظيفة وخالية من التشنج والغلو في التفكير والسلوك.
ومن هنا جاء خطابنا الثقافي مشتتا عائما يقوده صوت اناني واحد، ومن هذا الصوت المتخلف تنشأ التحزبات الثقافية والشللية الممقوتة، واصحاب الرأي الواحد، وادخال الثقافة في عباءة البهرجة وإلغاء الآخر.
وقد شخص القاص والباحث سمير الضامر وهو من المعنيين بالشأن الثقافي في الاحساء - بأطروحة قدمها عن مستقبل الثقافة في الاحساء فقال: (اذا كان الخطاب الثقافي في الاحساء قبل عشر سنوات مدينا للشيخ احمد بن علي آل مبارك صاحب الاحدية المعروفة التي جمعت كوكبة من المثقفين، لكننا اليوم وبعد مضي هذه المرحلة المهمة بحاجة لان يكون خطابنا الثقافي مسربلا بحلل فيها الكثير من مظاهر التجديد والانفتاح على المستجدات الثقافية والمعرفية والانطلاق من الأفق المحلي الى أفق أوسع منه).
واحب ان اضيف ان من اسباب الضعف في خطابنا الثقافي في الاحساء غياب النقد الواعي والشجاع لمظاهر الثقافة في حياتنا وذلك بسبب المجاملة احيانا وضعف مستوى المثقف احيانا اخرى، وان وجد النقد فاما هو محدود جدا او يمارس على استحياء مراعاة للوضع الاجتماعي فساد جو من النفاق الثقافي اتاح المجال الواسع لترويج ثقافة مسطحة واستهلاكية وفي كثير من الاحيان مزيفة.
المجالس الثقافية في الاحساء ودور المثقف الواعي:
تميزت الاحساء قديما وحديثا بوفرة المجالس الثقافية التي يتكفل اصحابها بجهدهم وفكرهم وحسهم الوطني في ممارسة حقهم المشروع بعقد ندوات ومحاضرات وامسيات في منازلهم الخاصة يهدفون من ذلك الى وصل الحاضر السعيد بالماضي المجيد، وهذه المجالس منها ما تجاوز السنوات العشر ومنها الاكثر ومنها الاقل ولكن تبقى هناك حقيقة من الواجب ايضاحها في شأن هذه المجالس وهي انها تنظر للمثقف كنشاط فكري او ابداعي فقط ولو نظرنا الى مادة (ثقفا) وثقف اتى من ثقف الرمح اي شذبه وهذبه وصقله وجعله مرنا طيعا فهناك في رأيي اعتبار آخر للانسان الممارس للثقافة بمدى تهيئه للعب دور المثقف الواعي داخل هذه الصوالين الثقافية من خلال كونه مثقفا في فطرته وسلوكياته وخلقه، فكيف تدخل الى فهم متطور للثقافة ونحن الى الآن لا نجيد لغة الحوار او نعرف شرف الخصومة في الرأي والموقف بل لا نتورع عن استخدام لغة العنف والغاء الاخر ومعاداة النجاح وتقزيم المجتهدين فهذه امراض اجتماعية ومعوقات ومثبطات لاي مشروع ثقافي جاد ولاشك ان المجالس الثقافية هي من اهم روافد الحركة الثقافية والفكرية في الاحساء بل هي الآن تتبوأ منزلة المؤسسة الثقافية الخاصة التي خرجت المبدعين وشجعت الشعراء وآزرت الباحثين.
ان المراجعة النقدية لمسيرة اي مجلس ثقافي مطلب حضاري ولذلك يقول الدكتور فيصل دراج: (اننا نحتاج الى مراجعة نقدية، هذه المراجعة فرضتها هزيمة المثقف غير المندمج مع التيارات الثقافية المختلفة في المجتمع، ويفترض ان تكون الثقافة وضعا تحرريا من كل قيود الانطواء والتقوقع والانغلاق، وان تكون الثقافة حركة واقعية لا تعالى فيها ولا اغتراب).
اذن كلنا نتفق على ان ثمة ازمة عميقة تعانيها الثقافة في الاحساء، وان اولى طرق العلاج تكمن في وضع اليد على الجرح وتشخيص الواقع بشجاعة مما يجعلنا ننطلق الى نهوض جديد ولن نتجاوز ازمتنا الثقافية الا بمشروع نهضوي شامل ذي ابعاد تعليمية واجتماعية وثقافية يعتبر الاختلاف الثقافي حافزا للابداع والتجديد،
وقد يتساءل البعض عن طبيعة هذا المشروع النهضوي الثقافي، لاشك انه الحلم الذي طالما ننتظر تحقيقه في الواقع (انه النادي الادبي).
النادي الادبي في الاحساء على طاولة وزير الثقافة والاعلام:
اعتقد ان المطالبة بتأسيس ناد ادبي في الاحساء فكرة قديمة، وقد مرت عليها الأزمنة ولم تتحقق بشكل فاعل وجاد، وقد اطلعت مؤخرا على اصل (عريضة تأسيس ناد ادبي في الاحساء) قد رفعت الى معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي اشتملت على محاور مهمة في الشأن الثقافي في الاحساء وقبل أن أشرع في تفاصيل هذه العريضة احب ان اؤكد ان قيام ناد ادبي هو منجز جماعي تسهم فيه الحركة الثقافية بما فيهم صناع الثقافة ومنتجوها ومبدعوها ومؤسسات القطاع الخاص، وفي اطار هذا المشروع الثقافي يسعى الجميع الى ترسيخ اعلاء شأن الانسان المثقف وكرامته، وحقوقه، ويتعامل مع جميع التيارات والمذاهب بأسلوب حواري يتجاوز الايدلوجيات الجامدة، والانغلاق على الذات وهذا المشروع يجب ان يستند على القدرة على نقد الذات وانتاج المعرفة، ولن نحقق اي نهوض ثقافي ما دامت الديمقراطية غائبة، ولن ننجو من هذه الازمة دون ان تكون هناك دعوة لتنوير العقل وتكاتف الجهود يقول الدكتور سلطان القحطاني وهو من المشاركين في هذا المشروع وممن وقعوا على هذه العريضة (آن الأوان ان نتجاوز كل الخلافات ونبدأ في تأسيس وحدة ثقافية تتسع للحوار بين جميع الاطراف وان يقدم المثقف للوطن ما يفيد).
ومما لا شك فيه ان هناك تلازما بين الثقافة والديمقراطية اذ لا ثقافة بدون حرية والدليل على ارتباط الثقافة بالحرية هو ان المجتمعات التي يتوافر فيها هامش جيد للديمقراطية يتوافر فيها تكوين ثقافي جيد ومبدع، أما المجتمعات التي يسودها الالغاء وعدم احترام الآخر فتقتل الثقافة ويتوقف الابداع، ومن ثم تتوقف عجلة التطور.
حيثيات الخطاب
الخطاب جاء ساميا ونزيها هدفا وفكرة ففي انشاء هذا النادي الادبي سيضم شتات المثقفين والادباء، وتستثمر طاقاتهم وتدعم مواهبهم والمطالبة بهذا النادي أسوة بكثير من محافظات المملكة ومدنها. ويقول الشيخ احمد بن علي آل مبارك حين حاورته في مواجهة ثقافية عن حاجة الاحساء لناد ادبي: (لا يكفي ان في المنطقة ناديا واحدا بل يجب ان يكون اكثر من ذلك خصوصا ان الاحساء تستحق ان يكون فيها ناد نظرا لكثرة السكان ولعراقتها في فهم الادب ومعرفته ووجود ادباء فيها بكثرة ومعنى ذلك انه لا ضرر من تعدد النوادي وحبذا لو ان المسئولين في رعاية الشباب - والكلام هذا للشيخ قبل تحويل الاندية الادبية الى وزارة الثقافة - يعملون على انشاء ناد ادبي في الاحساء فهذا شيء طيب جدا وقد لاحظت مثلا في عموم نجد ان هناك ثلاثة نواد ففي حائل ناد، وفي القصيم ناد وفي الرياض ناد وكذلك في المنطقة الغربية خمسة اندية ففي المدينة المنورة ناد، ومكة ناد والطائف ناد والباحة ناد وجدة ناد).
اذن لاشك ان الاحساء لا تقل عنهم اهمية ومساحتها ضخمة وطويلة تبدأ من حدود الكويت شمالا الى جبل (الظنة) جنوبا فهي مساحة كبيرة وبها وفرة في الادباء كذلك، فتستحق ذلك وإن شاء الله ان المسؤولين لا يتخلفون عن ذلك لانهم دائما قدوة في كل خير).
عريضة تأسيس النادي الادبي:
انطلقت هذه العريضة من اجتماع عقده نخبة من مثقفي الاحساء وقد بذلوا جهودا طيبة في احتضان هذه الاحتفالية الثقافية التي تبلور منها مشروع تأسيس ناد ادبي في الاحساء وسعوا جاهدين لانجاح هذا المشروع من خلال ما طرح في هذه العريضة من محاور مهمة .
ومن ابرز هذه المحاور في المشهد الثقافي في الاحساء:
1- نبذ ومحاربة التطرف الفكري
2- دعم الحوار الوطني بين مختلف الاطياف الثقافية - وهذا محور مهم في مصداقية العمل الجاد لانجاح هذا المشروع الثقافي ولقد اكد الاستاذ الباحث محمد بودي وهو ممن عملوا بجهد في اعداد هذه العريضة - على ان النادي المأمول يجب ان يشترك فيه جميع الاطياف الثقافية.
وللدكتور حسن الهويمل رؤية في ان الحوار الوطني الذي ينشده الناصحون الصادقون الحفيون بالمنجزات هو الحوار المنضبط بشروطه وآدابه واهليته هو الحوار المسؤول المحترم للثوابت البعيد عن المصادرة والالغاء، هو الحوار الذي ينشد الحق لذاته، هو الحوار الذي يغلب مصلحة الوطن وما يتطلبه من وحدة ووفاق وتآزر . اذا الهدف من هذا الحوار الوطني هو تجميع الشتات وتحرير المسائل والصدع بالحق والبعد عن كل ما يسيء الى الوحدة الفكرية والوطنية.
ومازلنا نحن امام قضية مهمة وهي ان لغة الحوار مفقودة بين الاطياف الثقافية في الاحساء وإن الغاء الآخر اصبح شعارا يتمسك به الكثيرون ممن يدعون الثقافة وهذه اشكالية يجب ان تمحى وتزال في هذا المشروع، فمبدأ الحوار هو اسمى طريقة لحل الخلافات والمشاكل المتراكمة عبر السنين في نفسيات كثير من مثقفي الاحساء.
وان استقطاب جميع الفئات والاتجاهات يجعل من الممكن ايجاد حركة ثقافية ناجحة وتصل بها الى حالة من التوافق الفكري.
وهنا اتساءل هل حياة المثقف الاحسائي باتت هزيلة وضعيفة تحكمها أهواء نفسية؟ هل مازال المشهد الثقافي يعيش في تنور التناقضات؟
ويرى الشاعر الاستاذ احمد العمير وهو من شعراء الاحساء المعروفين ان المشهد الثقافي الاحسائي تعددت به السبل فضل وجهته وباتت جهوده ان وجدت مبعثرة تفتقر الى الوحدة واستقامة الهدف وحسن النوايا.
ويتمنى العمير في آخر رؤيته هذه - ان يظهر الغيورون على تراث هذا البلد الزاخر بالادب واهله يلمون الشتات ويعدون الهيبة لأدب البلد وثقافته المتجذرة في ترابه.
ان الغيورين ليسوا هم اهل الثقافة فقط بل يجب ان يكون هناك دعم لهذا النادي الادبي من رجال الاعمال ووجهاء البلد واعيانهم ورجالات التربية والتعليم لدعم هذا المشروع الوطني بإنشاء ناد ادبي في الاحساء لما سيعود بالنفع على هذا البلد واهله وحضارته وتاريخه.
3- دعم القطاع الخاص للادباء في الاحساء.
4- جمع مفردات الحركة الثقافية القديمة في الاحساء.
5- اثبات ان الاحساء بلد منتج للثقافة وليس مستهلكا لها عبر اظهار المخطوطات النفيسة المحفوظة لدى الافراد وتحقيقها وطبعها ليطلع عليها عموم المثقفين في الوطن.
ولعل هذا المحور يمثل بعدا تاريخيا لهذه المدينة كون الاحساء واقعة بين مناطق حضارات رائدة في العراق والهند وفارس واليونان، وانفتاحها عليها ادى الى اتاحة الفرصة لسكانها للاطلاع والتثقيف والاستفادة من ثمرات تلك الحضارات. يقول الدكتور الباحث عبدالله السبيعي: ان مما يدل على نضج ثقافة سكان الاحساء وسعة ادراكهم وعمق تفكيرهم دخولهم في الاسلام طواعية رغم بعد المكان وصعوبة الاتصال المباشر ويؤكد السبيعي ان الاحساء تميزت وتفردت بالبعد الثقافي والفكري عن جيرانها من اقاليم المنطقة فأصبحت مركزا علميا مشعا يقصده طلاب العلم ومريدوه من مختلف الانحاء وذلك لعدة اسباب:
1- تنافس ميسوريها في تشييد المدارس الدينية والمساجد والأربطة العلمية التي تعج بالحلقات العلمية والتي تشبه الدراسات الجامعية حاليا.
2- تقدير اهل الاحساء للعلماء واحترامهم لهم واكبارهم لطلاب العلم وتعلقهم باللغة العربية وشغفهم بتعلم اصولها وقواعدها وآدابها.
3- كثرة علمائها المتفرغين للتدريس وترحيبهم بمن يقصدهم بفتح بيوتهم ومساجدهم واهدائهم كتبهم ومدوناتهم لطلاب العلم، وكثرة شعرهم وتجوالهم في مناطق الخليج العربي بقصد نشر العلم ومحاربة الجهل والبدع.
4- تهافت النابهين من ابناء الخليج العربي والاقاليم الداخلية للجزيرة العربية على الاحساء بغرض طلب العلم والاستزادة منه لاسيما في علوم الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية.
وهذه قضية جديرة بالنقاش وهي ليست في الاحساء فقط بل في جميع مناطق المملكة وهي ان المرأة المثقفة مهمشة في المؤسسات الثقافية ودورها محدود ويرى البعض ان تنغلق في محيط اسرتها فقط، ونحن لا نختلف على هذه الرؤية ولكن اليس من حقها ان تمارس الثقافة بكل فنونها واساليبها فالمرأة مبدعة فهناك المعلمة والأديبة والشاعرة والطبيبة والاستاذة الجامعية والقاصة والتربوية والاحساء ولله الحمد تزخر بعدد وافر من هؤلاء المبدعات كل في فنه وهذا لا يضير إطلاقا فالمرأة نصف المجتمع ولا يمكن بأي حال من الأحوال عزل المرأة عن الحركة الثقافية والفكرية في مجتمعها لانها تكوين عضوي وتشكيل مهاري يتحدد من خلال مشاركتها الفاعلة في صورة حقيقية لملامح المجتمع ثقافيا واجتماعيا.
فهذا الجانب للمرأة يحفظ لها حقها ومشاركتها في انشطة النادي الادبي والمساهمة في فعالياته، وان ممارسة المرأة حياتها الثقافية لهو اكبر دليل على ان المرأة السعودية ارتفع شأنها ثقافيا وعلميا واجتماعيا.
محمد الهرفي-محمد بودي-سمير الضامر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.