الملاحظة شيء أساسي في البحث العلمي، فأن تكون شديد الملاحظة صفة مهمة جدا تساعدك كثيرا على تدوين المعطيات الموجودة أمامك. إذا قلنا إن حواسك المختلفة تساعدك على التفاعل مع بيئتك ومع ما حولك فإن هذه الحواس أيضا هي مفتاح يساعدك على فهم أشياء كثيرة أو دراسة جوانب مختلفة. لذلك فإن كثيرا من الأجهزة الاستكشافية اعتمدت على تعزيز هذه الحواس أو لنقل على زيادة قدراتها، فأنت تستخدم عينيك لتشاهد ما حولك لتسجل ملاحظاتك وتتعرف على الأشياء وتكون لها فهرساً في الذاكرة، لكنك لا تستطيع مشاهدة تفاصيل الكواكب البعيدة ولا مشاهدة خلية بكتيرية صغيرة بالعين المجردة فمهما امتلكت من قدرات فإنها محدودة، لذلك كان الميكروسكوب بأنواعه يساعدك على مشاهدة تفاصيل الكوكب الذي يبعد عنك مئات السنوات الضوئية وتفاصيل خلية بكتيرية متناهية في الصغر. ينطبق ذلك على الأصوات التي لا نستطيع التقاطها عبر جهازنا السمعي لكن هناك أجهزة تسجل هذه الموجات الصوتية وتدونها. وهذه مجرد أمثلة لتقنيات كثيرة تساعدنا على المعرفة. فالآن يمكن لذاكرتك أن تستحضر صورة لخلية بكتيرية لأنك رأيتها وعرفت تفاصيلها تحت المجهر، لذلك أصبح لديك مخزون بصري لها في خيوط الذاكرة. والآن يمكنك أن تستخدم هذه الخلايا في أبحاثك المختلفة، لتجدها تتكاثر في صحن معملي وتعطيك خيوطا أو نقاطا بيضاء تكبر. إذا قلنا إن البحث العلمي يعتمد على المشاهدة فإن هذه المشاهدة قد تكون بالعين المجردة أو بواسطة جهاز معملي أو من خلال وضع نموذج معملي لدراسة الفرضية، لكن المشاهدة والملاحظة أمر مهم جدا في البحث العلمي؛ لذلك فإن تقوية "خاصية الملاحظة" لدى الباحث أمر مهم جدا، وهذا الخاصية تتقوى بالممارسة والتجربة. ولكي تكون قوي الملاحظة منتبها للتفاصيل فيجب أن تكون هادئا وحياديا وملما ببيئة التجربة وهذه خطوة مهمة تقودك نحو الاستنتاج الصحيح.. الذي يبدأ بالأسئلة وقد ينتهي بأسئلة أخرى.