العنب شجرة مباركة كرمها مالك الكون وخالقه بذكرها في دستوره الحكيم قال تعالى : (وفي الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب) وقال جل شأنه : (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً ان في ذلك لآية لقوم يعقلون). لنتأمل وندع الأفكار والتخيل يصبو ويعدد فوائد وزراعة أشجار العنب ممتزجاً بطعمه وحلاوته ونتلمس ألوانه الاخضر والاصفر والأحمر فاكهة لها مواسمها الخاصة بنضوجها اننا نستطعمه بأكل حباته او تناوله معصوراً او بتوفره زبيباً مجففاً، كم انت جميل يا عنب في أغصانك تحملك العرائش تضفي على الأرض ظلاً يُشعر مستفيدة بروعة المكان والهواء الطلق واتقان الخالق في كل ما خلق وصنع. لنزداد تأملاً في أغصان هذه الشجرة المباركة ونتفاءل بأن كل ما فيها سنجنيه ونستمتع بقضاء ابهج الأوقات والرحلات تحت ظلاله وبين عرائشه ونقطف حباته ونتلذذ بطعمها ونستقي عصائره التي تملأ متاجرنا وأسواقنا بشتى الانواع منه وفي جلساتنا الاخوية والعائلية نتناوله مجففاً ويحلو للكثير والكثير استطعام اوراقه مطهية بطرق مختلفة تخصه وحده ليكن تفاؤلنا مستديماً فنعم الله علينا لا تعد ولا تحصى ومداركنا وعقولنا لا تقف عند حدود بل بمقدورها وبكل ما أوتيت من نضوج وابداع وحكمة ان تمهد كل العراقيل المحددة والمغلقة لتتجاوزها وتهون اصعبها، فالكون سخره خالقه ليكون بأمره تحت طوعنا وكل ما فيه من مخلوقات غير البشر ذللت وخضعت لنا، وان الحياة بكل ما فيها من صخب وعدم استقرار بامكاننا بالقدرات التي منحت وحظينا بها أن نغير السواد الذي يلوح محاولاً ان يسدل ستائره وعتمته على الدنيا وعالمنا بكل ما فيه ان نبدد هذا الظلام ونزيح استاره ليشع فيها النور في قلوبنا وأنفسنا وفي توجهاتنا وممشانا، ليكن حبنا للحياة ونطمع ان نكون اناساً صالحين نتنعم بكل ما فيها من حلو نتذوقه وتشتمه انفاسنا عطر شذى فاحت ارائجه ونسماته من مسافات بعيدة أوصلها الاثير لتحفنا ولتريحنا وتسعدنا لنتفاءل بهذا الأثير ونتشوق ونحن له فهو مبتغانا ومأربنا. فساعة بقرب الحبيب أحلى أمل في الحياة فكل شيء نرتاح له ونغليه هو حبيبنا.