بعد عدة أشهر سوف تمتلئ سجون العراق بأسرى سعوديين. سوف تنهار داعش اليوم أو غداً أمام ضربات التحالف. ستنتثر فلول هذه المنظمة الإجرامية في كل مكان من الأراضي السورية والعراقية. بعضهم سيحصل على فرصته في الهروب إلى دول مجاورة وبعضهم سوف يهيم بين سورية والعراق وأخيراً سيسقط في قبضة الجيش العراقي. ستنتهي لعبة الأوهام القاتلة وسوف نبدأ فصلاً جديداً الله أعلم شكله ومشاكله قبل سنوات قليلة ظهرت نداءات يعلوها الهم الوطني والحمية الدينية تصرخ بكل اللهجات تنادي (أسرانا في العراق) من تابع تلك النداءات سيظن أن هؤلاء الأسرى وقعوا في أيدي العدو بعد حرب خاضتها الأمة. زينوا خطاباتهم وبكائياتهم وتوسلاته بكلمات ساخنة ومحرضة) إيران والصفوية والحرب على السنة وحكومة المالكي الطائفية الخ). أعطوا أنفسهم والناس انطباعاً أن الحرب التي ذهب هؤلاء لخوضها حرب دينية وطنية مقدسة ظهر محامون وكتاب بقيادة عدد من دعاتنا الأفاضل يطالبون الجهات الرسمية بالتدخل وإنقاذ أبنائنا من تعسف الحكومة العراقية وشرحوا المعاملة السيئة التي يتلقاها هؤلاء في المعتقلات. لم يكتف هؤلاء بمطالبة الشعب والحكومة بالتدخل بل طالبوا حكومات العالم والمنظمات الحقوقية أن تلزم العراق معاملة أسرانا حسب اتفاقية جنيف. لا تستطيع أن تفهم هل هؤلاء أغبياء أم يستغبون العالم. مجموعة من القتلة خرجوا تسللاً من بلدانهم بترتيب من عصابات محلية ودولية مطلوبة للعدالة في كل مكان من العالم. يديرون حروباً عبثية ضد الحضارة وما بناه الإنسان على مدى آلاف السنين. لا يتورعون عن استخدام أبشع الأساليب لتحقيق مآربهم. من أهم أهدافهم الرئيسية تقويض بلادهم وتكفير حكومتهم ومن أهدافهم أيضاً هدم الأممالمتحدة وشطب الاتفاقيات التي صدرت عنها وتكفير من ينتمى لها. ثم يأتي من يطالب الحكومة ومنظمة حقوق الإنسان والأممالمتحدة أن تتقدم لمد يد الخلاص لهؤلاء القتلة. يطالبون الوطن أن يهب لنجدة الجنود الذين يعملون على هدمه ويطالبون الأممالمتحدة أن تتدخل لإنقاذ هؤلاء الجنود الذي كفروها وكفروا كل من ينتسب لها وعازمون على هدمها. في كل مرة أقرأ لهؤلاء الذين يطالبون الحكومة والشعب والأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية بالتدخل لإنقاذ أسرانا في العراق أتساءل هل هؤلاء على وعي وإدراك بما يطالبون به أم إنهم يعانون من مشكلة في طريقة التفكير؟. هل تطالب عدوك الذي تحاربه وتنوي تقويضه أن يتدخل لإنقاذك من جنودك؟. مع الأسف أوقعوا بعض الناس في أسر هذا الخداع المكثف. كان خداعاً عبقرياً. ينادون باسم الوطنية لإنقاذ جنود يخوضون حرباً ضد الوطنية. يطالبون الحكومة بالتدخل لإنقاذ جنود القاعدة الذين يكفرونها يطالبون الأممالمتحدة أن تضطلع بمسؤولياته لمساعدة هؤلاء الذين يسعون إلى هدمها. يستخدمون أدوات الحضارة لتقويض الحضارة. يستخدمون الوطنية لتقويض الوطن ببكاء عاطفي يقطع نياط القلب. إنسان يخرج من بلده سراً وبتخطيط من مجموعة من العصابات التي تعمل ضد البلد وتريد له الشر نعد هذه الإنسان الشرير أسيراً عندما يقع في قبضة القوى المعادية له. لكي لا نقع في الفخ مرة أخرى علينا أن نعيد فتح ملف هؤلاء الذين شنوا حملة (أسرانا في العراق) ونضعهم تحت المجهر من جديد بمتابعة مواقعهم وتغريداتهم على النت ونراقب لقاءاتهم مع صغار السن ومحاضراتهم حتى نضع تصوراً واضحاً لما سيقولونه عن أسرانا الجدد من مخلفات داعش. لمراسلة الكاتب: [email protected]