أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشدآل مكتوم ، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال لقائه نخبة من الكتاب والإعلاميين والصحفيين العرب المشاركين في فعاليات منتدى الإعلام العربي، الذي انعقد في فندق جراند حياة في دبي ، أن الأزمات تفرز طاقات الشباب، وللأزمات محطات تقف عندها، وهي التي تفرز الطاقات الإبداعية، وتخلق الإبداع عند الشباب وأفراد المجتمع، وجرى خلال اللقاء حوار حول عدد من القضايا العربية الراهنة وهموم وآمال المواطن العربي، خصوصاً في ظل المتغيرات الآنية التي تشهدها الساحة العربية، مركزاً على موضوع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية في الوطن العربي الزاخر بالإمكانات المادية والثروات الطبيعية والعقول البشرية، وينقصه في الوقت ذاته الرؤية والإرادة والإدارة لإحداث التغيير في البنى الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. وأكد سموه ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد واللهجات العربية المحلية، حتى يتسنى للمواطن العربي المحافظة على هويته الوطنية، والقومية، معتبراً سموه أن اللغة العربية هي رمز الانتماء للعروبة وللوطن العربي الكبير، وهي لغة القرآن الكريم، ثم استمع سموه لبعض الجلسات وورش العمل ومداخلات الحضور ، من أهم الجلسات كلمة العالم العربي (سيد القمر) الدكتور فاروق الباز، الذي أكد خلال محاضرته أهمية التعليم في الوطن العربي، وضرورة التركيز على عنصر الشباب المبدع لإحداث التغيير المنشود، خصوصاً في قطاعات التعليم والقيادة والتنمية الاقتصادية، كما تناول موضوع التعليم في العالم العربي، وما يعانيه من سلبيات وحرمان لكثير من أفراد التجمعات السكنية الفقيرة في الوطن العربي، مشيراً إلى أن 120 مليون عربي لا يقرؤون، كما تطرق إلى دور الإعلام الذي يركز في معظمه على تمجيد الحاكم، وينسى أو يتجاهل الطبقات المحرومة التي تحتاج إلى من يسلط عليها الضوء، لاسيما لجهة التنمية وتوفير التعليم والعيش الكريم لملايين البشر. وأوصى الباز الإعلاميين العرب بالولاء أولاً إلى المهنة قبل الولاء إلى أي شيء آخر، وقال إن الإعلام العربي في الفترة الماضية تمادى في مديح الحاكم، مهما كان فاسداً أو قاسياً، وتجاهل قضايا مفصلية في الوطن العربي، مثل ضرورة القضاء على الأمية، ودعم التعليم، ونشر البحوث العلمية، فاروق الباز ل«الرياض» : من الخطأ الفادح عدم وجود جائزة عربية لمحو الأمية ومشروعات الشباب الناجحة، والتركيز على وضع ودعم خطط التنمية. وأكد أن للإعلام دوراً محورياً في رفعة أي بلد وأي مجتمع، كما أنه يصبّ في دعم القطاع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، غير أن الإعلام العربي تجاهل مشكلات الطبقة المطحونة من الفقراء، خصوصاً في الدول الأكثر اكتظاظاً بالسكان، كما تجاهل التعليم في كل صوره ومختلف نواحيه ومراحله، وتجاهل ازدياد نسبة الأمية في العالم العربي التي ارتفعت حديثاً إلى درجة مخيفة، تجاوزت 36٪ من عدد السكان، أي ما يعادل نحو 120 مليون أمي وأمية من أصل 320 مليون عربي. وتساءل الباز: لماذا لا تخصص الصحف اليومية صفحة في كل عدد تغطي مشكلات الأفراد الذين يريدون تعلم اللغة العربية وحل مشكلاتهم كوسيلة لتقليص حجم الأمية؟. عبد الله الغذامي: المثقف النخبوي يعيد التعرف على نفسه والشارع العربي يعبر عن غضبه وعتب على الإعلام العربي الذي يركز على نشر موضوعات لا قيمة لها، واصفاً إياها بأنها لا تغني ولا تسمن من جوع، واعتبر الباز أن جيله فاشل، لم يستطع تحقيق أي من الأهداف التي كان يطمح إليها، على الرغم من أنه كان قادراً على تحقيقها، مضيفاً أن تلك الاهداف تقوم على أربعة آمال، كان لها أن ترفع الأمة وتنهض بها، وهي تحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين وتحقيق العدالة الاجتماعية في بلدان العالم العربي، والقضاء على الأمية في المنطقة العربية،وهذا كله لم يتحقق في جيلنا (الفاشل)، مؤكداً أن الشباب العربي يستطيع أن ينجح في تحقيقها إذا وثق بنفسه وتسلح بالعلم والمعرفة. إلى ذلك، سألت "الرياض" العالم العربي الدكتور فاروق الباز عن أسباب عدم وجود جائزة عربية لمحو الأمية، فقال ل"الرياض" على هامش اعمال المنتدى، "من الخطأ الفادح عدم وجود جائزة عربية لمحو الأمية، ويعتبر هذا قصوراً واضحاً وخللاً كبيراً منهجياً وهذه من الأخطاء الكبيرة". منتدى الإعلام العربي 2012يناقش تأثير الثورات العربية في رسم خريطة النُخب تناولت الجلسة الثانية التي حملت عنوان"الثورات تعيد رسم خريطة النُخب"ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة الحادية عشرة لمنتدى الإعلام العربي،وقع الثورات العربية على بعض أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية والذي أدى إلى بروز بنىً نُخبوية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما كشف الحراك السياسي والاجتماعي عن مدى بعد المسافة بين الواقع المعاش وعالم النُخب. الزميل الكاتب الدكتور علي الخشيبان أثناء تحدثه في إحدى جلسات المنتدى وشارك في الجلسة التي أدارها الإعلامي جميل عازر، من قناة الجزيرة، كل من عبدالله الغذامي، أستاذ النقد والنظرية بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، وغانم النجار، أستاذ العلوم السياسية، جامعة الكويت وخيري منصور، كاتب، الاردن ومريم لوتاه، أستاذ مساعد، قسم العلوم السياسية، جامعة الإمارات العربية المتحدة والطاهر لبيب، أستاذ علم الاجتماع، تونس وتميم البرغوتي، كاتب وأستاذ في علوم سياسية. معالي الفريق ضاحي خلفان أثناء مداخلته في إحدى الجلسات وقال الدكتور عبد الله الغذامي إننا لا نزال في المرحلة الانتقالية، حيث إن المثقف النخبوي يعيد التعرف على نفسه والشارع العربي يعبر عن غضبه، ولكن علينا قراءة ما يجول في خاطر هذا الجيل المتحمس قراءة صحيحة وسليمة بالمفهوم الثقافي وليس الايديولوجي. ومن جهته قال غانم النجار إن ما حدث يمثل حراكاً جديداً أدى إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية. متسائلاً عن دور النخبة قبل الحراك الشعبي، مشيراً إلى أن هذه الحركة هي بداية ثورة ستأخذ مجراها وتصبح القضية الحقيقية هي سيادة القانون واحترام حقوق الانسان لنسير نحو الديمقراطية". وتطرقت النقاشات خلال الجلسة أيضاً إلى تأثيرات المتغيرات في بنية النُخب العربية ومدى استيعاب النُخب الصاعدة للدروس والعبر وواقع تأثير النُخب التي بدت نسبة كبيرة منها قد فقدت مصداقيتها وتأثيرها بالإضافة الى موقف الرأي العام من النُخب الجديدة. الإعلامية زينة اليازجي تتحدث أثناء المنتدى كما سلط المشاركون في الجلسة الثالثة التي اختتمت فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي 2012 وحملت عنوان "الناطق الرسمي الأجنبي: دور متزايد وتأثير ملتبس"،الضوء على دور المتحدث الحكومي الرسمي كمحور ارتباط هام بين الإعلام والسياسات، بالإضافة إلى المهام التي يضطلع بها هؤلاء المتحدثون. أدار الجلسة الإعلامية زينة اليازجي، من مؤسسة دبي للإعلام،وشارك فيها عبد الوهاب بدرخان، الكاتب والمحلل الصحفي، وجينيفر راساميمانانا، المتحدثة الرسمية باللغة العربية من مكتب التواصل الإقليمي الإقليمي بدبي، وزارة الخارجية الأمريكية، وروزماري ديفيس، المتحدثة الرسمية باللغة العربية للحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبراد ستابلز، الرئيس العالمي لشركة أبكو العالمية. الإعلامي ناصر الصرامي أثناء إدارته إحدى الجلسات