كانت تأتيني عبر بريد الجريدة مطبوعة على ورق فاخر ومجلّدة كموسوعة علمية مُحترمة عنوانها الذهبي يُغري بتزيين رفوف المكتبة المنزلية. تلك هي الخطط الخمسية التي تصدرها وزارة الاقتصاد والتخطيط(إن لم تخنّي الذاكرة). عناوينها صارخة توحي للقارئ بأنه أمام حركة تغيير قادمة لا شك في حدوثها. أشهد بذكاء ودهاء من يبتكر عناوين الخطط ويستحق بكل جدارة نوط الابتكار. حين أقرأ كل خطّة خمسيّة أقول لنفسي: خلاص خلال الخمس سنوات القادمة سنكون في صف العالم الأول بلا جدال. كل ما في الخطط يُبشّر بتنمية الإنسان السعودي وتطويره إذ هو الهدف وعليه المُعتمد. سنفعل ونعمل ونجعل ونطوّر ونُنمي.. إلى آخر تلك المفردات التي تبدأ بحرف السين(سوف) وتنتهي باللا شين. كتبت حينها عن تلك الخطط وحكيت للإخوة في وزارة التخطيط قصّة (أبو عزيّز)الذي عرف كيف يخطط لبيع أراضية في (قلعة وادرين) حين أحصى عدد تلامذة الصفوف الابتدائية في وقته. يبدو أن الجماعة بعدها زعلوا منّي ولم تعد تأتيني نُسخة من خططهم الخمسية العتيدة. أيها السادة يا من يكتب الخطط: اسمحوا لي بأن أقول لكم بكل صدق حين كتب لكم كاتب مثلي آنذاك لم تأخذوا الأمر بجديّة الآن يبدو بأنكم ستشتغلون وتسألون الوزارات عن مصير خططكم حين أثار مجلس الشورى عبر العديد من الأعضاء الذين أجمعوا بأن خِططكم ستبقى حبراً على ورق ما دامت الأجهزة الحكومية غير ملتزمة بتحقيق الأهداف الواردة فيها ليس هذا فحسب، بل أشار العديد من أعضاء المجلس حسب خبر هذه الجريدة المنشور يوم الفاتح من ديسمبر هذا العام 2014 بأن الكثير من الأرقام في الخطة لم تُحقق حتى النسبة القليلة منها بالنسبة لقطاعات بشريّة مهمة مثل الصحة والإسكان وغيرها. طيّب وش بقي؟؟ إما أن تُحاسب الوزارات المقصّرة على تقصيرها من خلال مجلس الشورى إن كان قادراً على المحاسبة أو أن يتصارح وزير الاقتصاد والتخطيط مع زملائه الوزراء قبل انعقاد المجلس كل يوم اثنين عن السبب في تجاهل ما يرد في الخطط الخمسية أو أن يطرح رؤيته علناً وعلى رؤوس الأشهاد. لمراسلة الكاتب: [email protected]