قدم الدكتور فهد بن ناصر العبود، عضو مجلس الشورى والكاتب الأسبوعي بصفحة تقنية المعلومات بجريدة "الرياض" ورقة عمل في مؤتمر الحاسب الوطني التاسع عشر، كان عنوانها تقنية المعلومات في خطط الدولة. وقد قسم المحاضر مراحل خطط تقنيات المعلومات إلى ثلاث مراحل، المرحلة أو النواة الأولى لخطط الاتصالات وتقنية المعلومات كانت المبادرات التي دعت إليها خطط التنمية الخمسية الأولى لإنشاء مؤسسات التعليم والتطوير التقني ويعد إنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني قاعدة لمؤسسات التطوير التقني في المملكة بالإضافة إلى إنشاء الجامعات السعودية قبل ذلك، وكذلك إنشاء وزارة الاتصالات.وهذه المؤسسات في مجملها شكلت قاعدة للتطوير التقني في المملكة. وقد دعت الخطط الخمسية للتنمية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة إلى أهمية إعداد خطط وطنية مستقلة للاتصالات وتقنية المعلومات، وتضمنت هذه الخطط أهمية إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وكذلك الاهتمام بالعلوم والتقنية أو تبني استخدام التقنية في القضايا الوطنية كالتعليم والصحة والاقتصاد وغيره، وتطوير أساليب العمل الحكومي ورفع كفاءة العمل وزيادة إنتاجية الموظفين وتطوير البنية التحتية وتطوير شبكات الاتصالات والمحتوى المعلوماتي ونقل التقنية وتوطينها. أما المرحلة الثانية من خطط التقنية فقد كانت الخطة الوطنية الشاملة بعيدة المدى للعلوم والتقنية وتمتد تغطيتها إلى عقدين من الزمان في الفترة من 1425ه 1445ه. وأشرف على إعدادها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد التخطيط. وجاء فيها عشرة أسس استراتيجية واهداف عامة، وتضمنت أهمية تطوير منظومة العلوم والتقنية والابتكار، وتشجيع البحث العلمي، وتطوير مؤسسات التعليم العام والعالي لتحسين مخرجات التعليم. المرحلة الثالثة من هذه الخطط فكانت الخطة الأكبر والأشمل وهي الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات والتي أعدتها جمعية الحاسبات السعودية مع الجهات المعنية الأخرى. وأوكل تنفيذ مهام هذه الخطة إلى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. وتضمنت هذه الخطة رؤية مستقبلية واضحة تدعو إلى التحول إلى مجتمع المعلومات والاقتصاد الرقمي، والاستفادة من تقنيات المعلومات كصناعة رابحة تسهم في زيادة الناتج المحلي وتحسين مستوى المعيشة ورفع الدخل للمواطنين.جاء في هذه الخطة سبعة أهداف عامة، وأهداف فرعية، وثمانية وتسعين مشروعاً، نفذ بعضها والبعض الآخر تحت التنفيذ وبعضها لم ينفذ بعد. ويتضح الفرق بين هذه الخطة وسابقتها، أن خطة الاتصالات وتقنية المعلومات تركز على الجوانب التطبيقية والعملية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، أما الخطة الوطنية للعلوم والتقنية فقد ركزت على الجوانب البحثية والعلمية وتطوير مؤسسات التعليم العام والعالي. هذه الخطط تعد خططاً واعدة لمستقبل مشرق، بإذن الله للمملكة وأبنائها. ولكن يتوجب على الجهات الحكومية وجميع مؤسسات المجتمع العامة والخاصة التضافر فيما بينها وتوحيد الجهود لتنفيذ مشاريع هذه الخطط، ولكي تكون خططنا عملية وواقعية وليست حبراً على ورق.