وهو -التستر- وباء منتشر في اقتصادنا ومجتمعنا انتشار النار في الهشيم.. وله مفعول تدميري بعيد المدى على الاقتصاد والاجتماع والتربية والنفوس.. فإن اعتياد المتسترين على قبض مبالغ شهرية بدون أي عمل يقومون به، وهي مبالغ كبيرة لدى كثير من المتسترين الذين يقومون بهذا العمل غير الشرعي ولا النظامي ولا الوطني، فهؤلاء يتسترون على عدد من التجار الوافدين ويقبضون مبالغ منتظمة من كل وافد يمارس التجارة ضد النظام وباسم المتستر السعودي الذي لا يمارس التجارة ولا يعمل أي شيء إلاّ مجرد بيع الاسم حتى الإجراءات يقوم بها معقبون على حساب التجار الوافدين الذين كثير منهم يربح الملايين ويعطي المتستر ملاليم.. وكذلك الأمر في مجال المقاولات والصيانة والعمالة السائبة. إن هذا الوباء يتمثل في نزيف من جسدنا الاقتصادي بشكل خطير، فما يتم تحويله - دون المرور بالمصارف - بلايين الريالات، تعادل ميزانيات دول كاملة، والأموال مهما كثرت موارد نادرة وبلادنا قارة تحدياتها مخيفة من شح الماء والغذاء وتفشي البطالة في مجتمعنا الذي معظم مواطنيه شباب وأطفال ونمو السكان فيه كبير.. وكما أن وباء التستر ينشر البطالة فإنه ينشر الاتكالية والكسل والاعتياد على قبض النقود بلا عمل والانغماس في الترف والإسراف والخمول، فلا يعود المتستر قادراً على العمل ولا يقدم نموذجاً مشرفاً لأولاده، بل لا يستطيع تربيتهم كما يجب لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وقد قرر ابن خلدون ان الاعتماد على الآخرين في كسب الرزق يقضي على المجتمع في نهاية المطاف، وبهذا فالتستر وباء عضال يجب محاربته فوراً.