عذراً على هذا السؤال؛ ولكن: هل لاحظت أن رائحتك تتغير بتغير مزاجك وحالتك النفسية!؟ هل لاحظت أنها تصبح نفاذة وأكثر حدة تمر بمواقف مقلقة أو مثيرة للأعصاب!؟.. الأغرب من هذا أن قدميك هي أول وأقوى عضو يتأثر بحالتك النفسية (حتى قبل أن تتغير رائحة ابطيك).. وهذه المعلومة قد تكون جديدة عليك ولكنها ليست جديدة في الطب الصيني. وقد تعرفت عليها شخصياً من خلال كتيب صغير - اشتريته من معرض القاهرة للكتاب - يتحدث عن العلاقة بين رائحة القدمين والحالة النفسية للانسان.. وهناك بروفيسور أمريكي يدعي «جان البرتو» لم يصدق بوجود هذه العلاقة حتى لاحظ ان لقدمي صديقه رائحة تشبه «الحلبة» ظهرت بعد طلاقه من زوجته. ومن خلال اهتمامه بهذا الجانب وجد ان لبعض الاقدام روائح كريهة في حين ان لبعضها روائح عشبية أو دوائية - في حين لاتملك بعضها أي رائحة على الاطلاق. وبفضل الخبرة والتكرار لاحظ ان الحالة النفسية قد تغير مؤقتا من رائحة القدمين وتعطيها تميزا واضحاً. فالاكتئاب المرضي يجعل القدمان تفوحان برائحة الليمون الحادة، والقلق المستمر برائحة تشبه البقدونس، والانطواء له رائحة ضعيفة تشبه جبنة التشدر. وقد ألف كتابا عن هذا الموضوع دعاه (التنفس بين الأصابع) قال فيه ان رائحة الإنسان مجرد افراز للعوامل الصحية والنفسية التي تعمل بداخله وأن القدم من الاعضاء التي تعبر بآمانة عن حالة الانسان النفسية!! ٭ والأمر ليس قاصرا على شم القدمين لتمييز الحالة النفسية فقط؛ ف(شم الأمراض) طريقة معتمدة أيضا لتشخيص أمراض الجسد؛ فقبل ألفي عام اكتشف الاطباء في الصين ان مريض الطاعون تنبعث من أبطه رائحة العسل الأسود، ومريض التيفوئيد رائحة الخبز الطازج، ومريض السكر رائحة الثوم، ومريض الكبد رائحة الكبريت - التي تنبعث أيضا من مرضى الأسنان واللثة! وكنت قد كتبت قبل فترة طويلة مقالا - لا أذكر اسمه- ولكنني أذكر أنه تضمن اكتشافا طريفا جاء بين ثناياه « فقد لاحظ أحد الاطباء ان كلبه المدلل يهرب من العيادة كلما دخل عليه مريض بالسرطان. ومرة بعد أخرى بدا يقتنع بموهبة الكلب في شم (أو لنقل في الإحساس) بالأمراض السرطانية. ورغم اعترافه بصعوبة وجود «روائح» للأورام السرطانية الا انه اختبر موهبة الكلاب في هذا المجال فخرج بنسبة نجاح كبيرة - خصوصا مع سرطانات الجلد!» وقبل فترة قرأت خبرا عن ابتكار - يصب في نفس المنخار - ظهر في مستشفى فور يانيني بروما؛ فقد ابتكر الأطباء هناك أنفا الكترونيا متخصصاً في شم رائحة سرطان الرئة؛ فالمصاب بهذا المرض يخرج مع زفيره جزيئات كيميائية معينة يمكن رصدها. ورصد هذه الجزيئات - من خلال أنف الكتروني - يعد أبسط وأسرع طريقة لتشخيص سرطان الرئة الذي يقتل ملايين المدخنين كل عام! وكان الأطباء في كلية «أمبريال كولج» نجحوا قبل عامين في تطوير أنف الكتروني يتعرف على العديد من الأمراض التي تعمل على تغيير رائحة الفم؛ فما أن يتنفس المريض في قربه حتى يتعرف الجهاز على مرض الربو، وقصور الكبد، وفشل الكلى، ومرض السكر، والتهابات الرئة.. كما يستطيع الجهاز تحديد الفرق بين امراض الفيروسات والبكتيريا والتفريق بين السلالات المختلفة لنزلات البرد!! بقي أن أشير إلى أن الأنوف الإلكترونية تعمل من خلال رصد الجسيمات الكيميائية للروائح (من خلال تفاعلها معها كيميائيا). والتطور المستمر في عملها - والانكماش المستمر في حجمها - سيتيح لنا مستقبلا شراءها من الصيدليات واستعمالها في المنزل.. تماماً مثل أشرطة البول واختبار السكر!! [email protected]