ثمن شيخ الأزهر أحمد الطيب جهود خادم الحرمين الشريفين الحثيثة في لم الشمل العربي. وقال في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب: نقدر حق التقدير جهود خادم الحرمين الشريفين في سعيه الدؤوب لجمع الشمل العربي في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بالأمة. وحذر الطيب في كلمته أمام المؤتمر لمواجهة التطرف والإرهاب من غض الطرف عن أفكار التطرف التي تسربت إلى عقول بعض من الشباب ودفعت بهم إلى تبنى الفكر التكفيري مثل تنظيم القاعدة والحركات المسلحة. وقال: "ظهر مؤخرا على الساحة تنظيم داعش، وقبله وبعده ميليشيات طائفية أخرى قاتلة تملك قوة دعائية عادت بأسوأ العواقب على الإسلام". وتابع: "ليست داعش هي الفصيل المسلح الوحيد على الساحة، بل هناك ميليشيات أخرى تذبح وتهجر قسراً في العراق وسورية واليمن، وهناك طوائف مذهبية تحاول جر الأوطان إلى ولاءات إقليمية خارجية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يحدث في البحرين مثلا، ولهم شيوخ ومفتون يحللون لهم هذه الجرائم، ويدفعونهم دفعاً إلى اقترافها". وأكد أن الذي يجمع هؤلاء جميعاً قاسم مشترك يتمسكون به، يحكم كل جرائمهم هو تكفير المسلمين ثم استحلال دمائهم بعد ذلك. وهو يعيد إلى الأذهان مذاهب قديمة طواها التاريخ. قتلت المسلمين بعد أن رمتهم بالكفر والخروج من الإسلام استناداً إلى فهم خاطئ ومنحرف لنصوص الكتاب والسنة. ابن معمر: التطرف يقوم على مبدأ القوة لا الحق.. والمتطرف يدعي احتكار الحقيقة ونوه الدكتور الطيب إلى تحريف مفهوم الجهاد عند هذه التنظيمات المسلحة المتطرفة والطائفية، وراحوا يقتلون من يشاءون زعماً منهم بأنه جهاد، وأنهم إن قتلوا فهم شهداء في الجنة، مؤكدا أن هذا من أشنع الأخطاء في فهم شريعة الإسلام. وقال: "ومن هنا فإن الاعتداء أو التهجير القسري أو التمييز، هي أمور تتنافى وصحيح الدين، وإجماع المسلمين". وأكد الطيب أن الأزهر الشريف بذل - ولا يزال يبذل - جهداً متواصلاً في سبيل صياغة خطاب ديني واع رشيد يتأسس بنيانه على القرآن الكريم والسنة النبوية والاجتهادات التي تلقتها الأمة بالقبول. من جهته قال الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار الاستاذ فيصل بن معمر أن خطورة التطرف تكمن في زعمه احتكار الحقيقة. وأضاف في كلمة ألقاها في المؤتمر أمس "إن من أخطر أسباب صناعة التطرف هو أن المتطرف يؤسس لأحكام تقوم على منطق القوة لا الحق فضلاً عن النظرة الأحادية لفهم أحكام الدين واحتكار الحقيقة". وشدد ابن معمر على ضرورة اللجوء إلى معايير معرفية لكشف التطرف والتحصن من خطره لافتا إلى أن من أهم هذه المعايير الوعي الموضوعي. كما أكد أنه لابد من نشر ثقافة الحوار، وتبني فكر الحوار في مواجهة فكر المتطرف لافتا الى أهمية الدور الذي يقوم به مركز الملك عبدالله العالمي للحوار في نشر ثقافة التسامح ونبذ التعصب. وقال إن مبادرة خادم الحرمين للحوار بين الأديان والحضارات والتي أطلقها منذ سنوات نيابة عن العالم الاسلامي كله أرست مبادئ مهمة من أجل تفعيل الحوار والتعايش السلمي على المستوى الدولي وبين الأمم والشعوب.