حذّر المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الجماعات التي تتسمّى بالإسلام ومنهجها بعيد عنه، منبِّهاً من الدخول فيما تثيره بعض القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت من شُبَه. وشدد على الالتزام بالمنهج الوسطي واتباع السلف، وأخذ المنهج الصحيح من علماء الأمة المعروفين. وأكد أن المملكة حريصة على قضايا المسلمين ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو حاقد. جاء ذلك في لقاءين للمفتي نظمتهما الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، حيث التقى بمنسوبي وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في قاعة الملك سعود، وبطلاب المعهد الثانوي والمتوسط ومعهد اللغة العربية ودار الحديث في قاعة دار الحديث المدنيّة، بحضور مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند الذي أدار اللقاء، وتخلل برنامج الزيارة إطلاق أعمال كرسيّ "سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ للخريجين". آل الشيخ: كثرة الفتن سببها الافتتان بدعاة السوء وقال: إن الجامعة الإسلامية نعمةٌ من نعم الله عليكم، فاشكروا الله على نعمته، فهي جامعة أُسِّست على منهج الوسطية، تنشر العلم والمعرفة، وقد جمعت العالم الإسلامي فأصبحوا إخواناً، محذراً من الخمول عن طاعة الله سبحانه وتعالى وتقواه، والخمول في طلب العلم. ودعا آل الشيخ إلى البعد عن الجهل والباطل خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن التي ابتُلي بها كثير من المسلمين، بسبب دعاة السوء والضلال، كما حثّ على العمل على نشر الخير وتصحيح العقيدة ونشرها. وفي رد على سؤال حول الجماعات المنحرفة التي تتسمى بالإسلام ولا تنتهج نهجه قال: إن هذه الجامعات فرقت المسلمين والله سبحانه يقول: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء)، فنهج هذه الجماعات ليست في جمع الكلمة. وتحدث آل الشيخ في اللقاء الذي جمعه بطلاب المعهد الثانوي والمتوسط ومعهد اللغة العربية ودار الحديث، عن العناية بالسنة النبوية، مشيراً إلى أنها مطلب أساسي من جميع المسلمين وأن حياة المسلم مرتبطة بعقيدته وأعماله الصالحة التي يفعلها كل يوم وليلة. وأضاف أن دار الحديث دار مباركة، معرباً عن سروره بما سمع من تاريخ هذه الدار إلى يومنا هذا من اهتمام كبير من قادة هذه البلاد من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، مؤكداً أن هذه الدار من الأعمال الخيرية المباركة فهي علم نافع لا ينقطع. من اللقاء الذي جمع المفتي مع طلبة المعهد الثانوي والمتوسط واللغة العربية ودار الحديث وأوضح الشيخ آل الشيخ أن السنة النبوية لها شأن عظيم، وقد نقل السلف الصالح سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلينا قولاً وفعلاً نقلاً واضحاً، والعلماء وضعوا قواعد لقبول الحديث ونحن في هذا الزمن في أمسّ الحاجة إلى الاهتمام بالسنة. ورحّب مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السند بسماحة المفتي مهنئاً الطلاب على لقائهم بعلم من أعلام هذه الدولة المباركة لينهلوا من علمه ويصدروا عن توجيهاته السديدة المباركة في وقتٍ الجميع فيه بحاجة إلى الالتفاف حول علمائنا الكرام. وقال: إن دار الحديث المدنيّة ودار الحديث المكيّة تُعدّان نموذجاً واضحاً لعناية هذه الدولة المباركة بالعلم الشرعي، حيث إن هذه الدار من أسباب حفظ الله تعالى لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيها العناية بتدريس كتب السنة لطلابها والدراسة على منهج المحدثين، وهذا من توفيق الله لهذه الدولة وهذا سبب لوقاية هذه الأمة وسلامتها من الشرور والفتن فالتمسك بالسنة النبوية مع التمسك بكتاب الله أمان من الانحراف، كما أن هذه الدار تخرج النشء الذي تحصن بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.