حذر سماحة المفتي العام للمملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من الجماعات التي تتسمّى بالإسلام ومنهجها بعيد عنه، حاثا على عدم الخوض فيما تثيره بعض القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت من شُبَهات حول ذلك. وشدد آل الشيخ، على الالتزام بالمنهج الوسطي واتباع السلف، وأخذ المنهج الصحيح من علماء الأمة المعروفين. جاء ذلك خلال لقاء سماحته، الثلاثاء (2 ديسمبر 2014)، بمنسوبي الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة من أعضاء هيئة تدريس، وموظفين، وطلاب, بحضور مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، ضمن برنامج زيارة سماحته للجامعة، التي شهد خلالها إطلاق أعمال كرسيّ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ للخريجين. وقال المفتي في كلمته التي وجهها لطلاب الجامعة الإسلامية: "إن هذه الجامعة أُسِّست على منهج الوسطية، وتنشر العلم والمعرفة، وجمعت العالم الإسلامي فأصبحوا إخوانًا"، مضيفا احذروا من الخمول عن طاعة الله سبحانه وتعالى وتقواه، والخمول في طلب العلم, وابتعدوا عن الجهل والباطل خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن التي ابتُلي بها كثير من المسلمين، بسبب دعاة السوء والضلال، واعملوا على نشر الخير وتصحيح العقيدة ونشرها". وأوضح في معرض رده على سؤال حول الجماعات المنحرفة التي تتسمى بالإسلام ولا تنتهج نهجه: "إن هذه الجماعات فرقت المسلمين, مستشهدًا بقوله تعالى : (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)"، مؤكدا أن منهج هذه الجماعات ليس فيه جمع للكلمة. إلى هذا، حثّ المفتي العام للمملكة على العناية بالسنة النبوية لأنها مطلب أساسي من جميع المسلمين, خاصة أن حياة المسلم مرتبطة بعقيدته وأعماله الصالحة التي يفعلها كل يوم وليلة. جاء ذلك خلال لقاء المفتي، الأربعاء (3 ديسمبر 2014)، بطلاب المعهد الثانوي والمتوسط, ومعهد اللغة العربية, ودار الحديث بالجامعة الإسلامية بقاعة دار الحديث المدنيّة، بحضور مدير الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند, الذي أدار اللقاء. وقال آل الشيخ : " إن هذه البلاد المباركة اهتمت اهتماماً كبيراً بالدين الإسلامي, فهي دولة إسلامية تحرص كل الحرص على قضايا المسلمين في كل أنحاء العالم, وهذا واضح أمام الجميع ولا ينكر ذلك إلا شخصان, إما جاهل أو حاقد ". وأًعرب عن سروره بما سمعه عن تاريخ دار الحديث إلى يومنا هذا, وما تلقاه من اهتمام كبير من قادة هذه البلاد، من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -،مؤكداً أن هذه الدار من الأعمال الخيرية المباركة, حيث إن فيها علمًا نافعًا لا ينقطع. وأوضح سماحته, أن السنة النبوية لها شأن عظيم، حيث نقل السلف الصالح سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلينا قولاً وفعلاً نقلاً واضحاً، بينما وضع العلماء قواعد لقبول الحديث. ومن جهته رحّب مدير الجامعة، بسماحة المفتي، وعدّ دار الحديث المدنيّة ودار الحديث المكيّة، نموذجاً واضحاً لعناية هذه الدولة المباركة بالعلم الشرعي، مشيرًا إلى أن هذه الدار من أسباب حفظ الله تعالى لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيها العناية بتدريس كتب السنة لطلابها، والدراسة على منهج المحدثين. وأكد مدير الجامعة أن ذلك من توفيق الله لهذه الدولة، وسبب لوقاية هذه الأمة وسلامتها من الشرور والفتن، فالتمسك بالسنة النبوية مع التمسك بكتاب الله أمان من الانحراف، كما أن هذه الدار تخرج النشء الذي تحصن بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وشكر ولاة الأمر وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، و ولي عهده الأمين، وولي ولي العهد - حفظهم الله -، كما قدّم شكره للأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، على ما يولونه لهذه الجامعة من عناية واهتمام ومتابعة لتحقيق أهدافها ورسالتها.