تبوأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله المرتبة الأولى من حيث ثقة الشعوب الإسلامية به في الشؤون الدولية، وذلك في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة \"بيو\" الأميركية الشهيرة عن الاتجاهات العالمية في 25 دولة من جميع أنحاء العالم. إذ اختارت الغالبية العظمى في 25 دولة، منها 8 دول عربية شملها الاستطلاع، العاهل السعودي كأكثر قائد إسلامي يحظى بثقة، وأنه سيفعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. و\"بيو\" هي مؤسسة بحثية أميركية توفر معلومات عن أحدث المواضيع المثيرة للجدل والمواقف والاتجاهات التي تؤثر على العالم والولاياتالمتحدة، وهي هيئة تعتبر \"محايدة سياسياً\"، وتتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقرا لها. الشخصيات الإسلامية وضمت قائمة الشخصيات العربية والإسلامية التي شملها الاستطلاع، إضافة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والذي حصل على نسبة ثقة بلغت 26% في مصر و32% في الأردن، وهي نفس النسبة التي حصل عليها نجاد في لبنان. بينما حصل نجاد على نسبة بلغت 45% في فلسطين و17% في تركيا و43% في أندونيسيا و37% في باكستان. فيما حصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على ثقة 33% في كل من مصر والأردن و27% في لبنان و52% في فلسطين و13 في تركيا و39% في إندونيسيا و24% في باكستان. بينما حصل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على نسبة بلغت 17% في مصر و18% في الأردن و7% في لبنان و16% في فلسطين و7% في تركيا و27% في أندونيسيا و10% في باكستان. أما أمين عام \"حزب الله\" اللبناني السيد حسن نصر الله فحصل على نسبة بلغت 34% في مصر و56% في الأردن و37% في لبنان و65% في فلسطين و3% في تركيا و26% في أندونيسيا و15% في باكستان. الأكثر شعبية وذكرت المؤسسة البحثية أن الملك عبد الله كان الأكثر شعبية في بلدين عربيين هما الأردن ومصر، حيث حقق نسبة شعبية بلغت 92% في الأردن مما يعني أن أكثر من 9 من بين كل 10 أردنيين قالوا إن لديهم ثقة كبيرة في الملك عبد الله. في حين جاءت مصر، والتي يزيد عدد سكانها عن 80 مليون شخص، في المرتبة الثانية حيث قال 83% ممن شملهم الاستطلاع من المصريين إن لديهم ثقة في الملك عبد الله بمعدل أكثر من 8 من بين كل 10 مصريين. كما أكدت مؤسسة بيو في تقريرها الصادر (أول من أمس) الخميس 4-2-2010، أن العاهل السعودي \"يتلقى مستويات إيجابية خارج الشرق الأوسط كذلك، وخصوصاً في الأمم ذات الأغلبية الإسلامية، حيث كشفت النتائج أن 64% من الباكستانيين و61% من الأندونيسيين يثقون في قدرة الملك عبد الله على التعامل مع الشؤون الخارجية وإدارتها\". وأضافت النتائج أن\" نسبة الرضا عن قدرة العاهل السعودي على التعامل مع الملفات الخارجية بلغت في نيجيريا 55%، في حين زادت هذه النسبة إلى 78% عند قياس رأي مسلمي نيجيريا\". أوباما يحتفظ بالثقة الاستطلاع الذي أجري في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2009، وشمل 25 دولة، أشار إلى احتفاظ الرئيس الأميركي باراك أوباما بنتائج إيجابية فيما يتعلق بثقة الشعوب في البلدان العربية والإسلامية على تعامله مع الملفات الخارجية. حيث كانت شعبيته باستمرار أعلى من تلك الشعبية التي كان يتمتع بها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، حيث عبّر33 % فقط من الأتراك عن ثقتهم في أوباما. وحصل أوباما على شعبية كبيرة في أندونيسيا والتي قضى بها سنوات عدة من طفولته، إذ بلغت شعبيته بين الأندونيسيين 71%، إضافة إلى حصوله على شعبية كبيرة بين المسلمين في نيجيريا، وذلك بنسبة بلغت 81%، فيما انخفضت نسبة شعبيته بين \"عرب 48\" إلى 69%، وبين السنة في لبنان 65%. الصراعات المذهبية أكثر اتساعا وأكد الاستطلاع أن الصراع الشيعي السني لا يقتصر على حدود العراق. حيث أكد غالبية المشاركين في سبع دول أن التوتر بين الشيعة والسنة مشكلة أوسع نطاقا. حيث اعتبر 95% من المسلمين في لبنان، من السنة والشيعة، أن التوتر المذهبي يعد مشكلة واسعة في العالم الإسلامي، بما في ذلك 99 % من السنة و91 % من الشيعة. كما رأت الغالبية ممن شملهم الاستطلاع في الباكستان ومصر والأردن ومسلمو نيجيريا أن التوتر المذهبي يمثل مشكلة عامة. في حين انقسم \"عرب 48\" في الإجابة عن هذا السؤال، حيث ذكر 42 % أنها مشكلة عامة، في حين رأى 38% من المستطلعة آراؤهم أنها مشكلة تقتصر على العراق. وذكر 25% من المسلمين الأندونيسيين أن التوترات السنية الشيعية هي مشكلة عامة. وامتد الانقسام بين الشيعة والسنة إلى ما يتعلق بوجهات النظر تجاه بعض الدول، ومنها الولاياتالمتحدة الأميركية والتي عكست وجهات النظر تجاهها حجم هذا الانقسام. حيث زادت المواقف الإيجابية تجاهها بين السنة من 62% في عام 2008 إلى 90%، في عام 2009، بينما عبر 2% فقط من المسلمين الشيعة في لبنان عن وجهات نظر إيجابية تجاه الولاياتالمتحدة، وهو ما وصف بأنه تحسن ملموس مقارنة بآخر نسبة لقياس توجهات الشيعة في لبنان تجاه الولاياتالمتحدة الأميركية والتي كانت تقترب من الصفر. تراجع القاعدة الاستطلاع أكد أيضا على تراجع القاعدة وتدهور شعبية زعيمها أسامة بن لادن، ليستمر مسلسل تراجع شعبية بن لادن بشكل عام في السنوات الأخيرة. كما كشفت نتائج الاستطلاع أن بن لادن يتلقى دعماً ضئيلاً بين الشعوب المسلمة. وذلك على الرغم من أن 51% من الفلسطينيين أبدوا ثقتهم به في حين عبر 54% من مسلمي نيجيريا عن تقتهم في قيادة بن لادن. أما في باكستان، والتي يعتقد الكثيرون أن بن لادن يختبئ بها الآن، فقد عبر 18% فقط من الباكستانيين عن ثقتهم به فيما امتنع 35% عن التعبير عن أي رأي تجاهه. وانخفضت نسبة الثقة في بن لادن إلى 3% فقط بين الأتراك و2% في لبنان. حماس وحزب الله وعبر الكثير من المشاركين في الاستطلاع أيضا عن اعتقادهم حصول صراعات في بلادهم بين الجماعات التي تريد تحديث البلاد وبين الإسلاميين. حيث قال 55% من اللبنانيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم مقتنعون بوجود مثل هذا الصراع في لبنان مقابل نسبة بلغت 54% في تركيا و53% في الأراضي الفلسطينية، بينما انخفض الاعتقاد بالثقة في المنظمات الإسلامية مثل حماس. وفيما يتعلق بحزب الله، فقد أظهر استطلاع الرأي الذي أجرته المؤسسة في الفترة ما بين 16 مايو وحتى 16 يونيو من العام الماضي أن 61% من الفلسطينيين، و51% من الأردنيين لديهم رأي إيجابي تجاه حزب الله، بينما كانت وجهة النظر أقل إيجابية في البلدان الأخرى بما في ذلك مصر 43% ولبنان 35%. وكما هو الحال مع العديد من القضايا في لبنان، فقد انقسمت وجهات النظر تجاه حزب الله بشدة على أسس دينية. حيث عبر 97% تقريبا من المسلمين الشيعة في كل البلدان التي شملها الاستطلاع عن وجهات نظر إيجابية تجاه حزب الله في حين كانت النسبة 18 %، فقط بين المسيحيين و2% بين المسلمين السنة. الاستطلاع تعرض أيضا لقضية تعليم الفتيات، حيث عبرت الغالبية العظمى من الشعوب الإسلامية التي شملها الاستطلاع عن دعمها الساحق لتعليم الفتيات والفتيان على حد سواء. إذ اعتبر 96% من المشاركين في الاستطلاع في لبنان أن تعليم الفتيات والفتيان أمر مهم ويجب أن يكون على قدم المساواة، وذلك مقابل 93% في أندونيسيا و89% في تركيا و87% في باكستان و85% في الأراضي الفلسطينية.