من منبر جريدة الرياض المعروفة بميولها الزرقاء يطل هذه المرة كاتب بلغ من العمر عتيا ليبحث عن مفصل إثارة جديد بعد أن فقدت كتاباته عن المرأة وقضاياها الإهتمام وأصبح الإشمئزاز يصيب القارئ من كثرة هجومه على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وباتت الكتابة عنها والهجوم عليها سلعة بائرة ... بن بخيت وهو الكاتب الذي يقتات على الإثارة أيا كان موضعها ويبحث عن البريق حتى لو كان على طريق خالف تعرف .. حاول هذه المرة أن يحجب الشمس !! بخروق حروفه الزرقاء البالية وهي محاولة بائسة يائسة بالطبع فهو كمن يحاول أن يقارن ماجد بغير ماجد ... أتررككم مع كلمات ( بن بخيت المتقاطعة ) لعله - وهو من الجيل الديناصوري الذي لن ينسى سياط ماجد الجلاد - يريد أن ينفس عن شئ ما أو أن يقول شئيا ... مقال الكاتب المسئ / عبدالله بن بخيت اليوم في جريدة الرياض .. من سيتولى تركة النصر نتخيل من باب الطرح النظري أن الجماهير الرياضية كتلة جامدة. هذا غير صحيح. الكورة بقدر ما تغير لاعبيها تغير جماهيرها. الكورة مقتصرة على أواخر المراهقة وأوائل العشرين. من نشاهدهم في المدرجات هذه الأيام لم يعرفوا المدرجات قبل عشر سنوات ولن نشاهدهم بعد عشر سنوات. قياس حجم الجمهور يجب أن يتم في زمن معين محدد. لن نختلف على القول إن الفريق المهزوم يفقد جزءاً من جماهيره. مع ملاحظة أنه لا يفقد من الجماهير المتوفرة ولكنه يفقد جزءاً كبيراً من المدخلات الجديدة. هزائم النصر في السنوات الأخيرة ستظهر نتائجها قريبا. عندما يختفي هؤلاء من المدرجات بحكم السن لن يجد النصر كتلة كافية تزاعق له في المدرجات عندئذ. جمهور النصر المرشح أن يرثه الشباب نوعان، الأول هو من نشاهدهم في المدرجات، هؤلاء رغم صغر سنهم واقعون تحت سيطرة سيكلوجيا شارع الخزان. منتجات الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله. ولاؤهم للنصر معجون بكراهية الهلال. النوع الثاني الصغار المترددون الذين لم يحسموا ولاءهم بعد. لفهم هذه النقطة علينا أن نترك الأضواء ونتجه إلى ظلمات العريجا. من يتذكر فريقاً اسمه الأهلي وتحول إلى اليمامة ثم الرياض وقريباً المصدة؟ هذا الفريق كان المنافس الأكبر للهلال. عيال ابن مطرف،علي حمزة وولد الشايب وغيرهم. جمهوره الكبير آنذاك معظمهم تجاوز الخمسين في وقتنا الحاضر. أكيد في داخلهم ولاء لناديهم المنهار لكن دون حماسة. فعل السن فعلته. من باب متابعة الكورة والاستمتاع بها حتماً جرت في داخلهم تحولات تدريجية ساقتهم إلى واحد من الفرق المعاصرة. مع هذا التحول أخذوا معهم احساسهم السابق ووظفوه في ميولهم الجديدة.. سيذهبون(أو ذهبوا) إلى من يبرد كبودهم من الهلال.. لم يكن بينهم وبين النصر ثارات أو خصومات. النصر يهزم الهلال. عندما صعد نجم النصر على أرض الملعب كانت ترافقه حملة إعلامية ضخمة، أطلقها سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود. شعارها سنهزم الهلال. لم يكن النصر يملك جماهير أو صحافة أو حتى تاريخاً وبالتالي لم يؤسس كراهية ضده في نفوس الآخرين. النصر كان خياراً مثالياً مؤقتاً، إلى أن تعود فرقهم مرة أخرى إلى الواجهة. كالنازحين من كوارث أو حروب. لكن المسألة طالت فاستقروا غير قانعين. لم يكن ولاؤهم للنصر. نستطيع أن نسمي النصر في تلك الفترة (تكتل كارهي الهلال). جماهير الرياض جماهير الشباب مضافا إليهم جماهير النجمة. شكلت تلك الجماهير المستعارة نواة أو خميرة لبناء جماهير النصر خالصي الولاء. عيب النصر الأساسي عجزه عن التخلص من شعار( سنهزم الهلال). بقدر ما خدم هذا الشعار النصر في وقت من الأوقات سيقف اليوم ضده. فرصة الشباب التي لا تعوض. يواجه النصر اليوم نفس أزمة التداعي التي واجهها الرياض في الزمن القديم. أزمة تداع لا أظن أن النصر سينجو منها. جماهيره تبحث عمن يبرد كبودهم من الهلال. التاريخ يريد أن يعيد نفسه. هل تدرك إدارة الشباب ذلك ؟