في جريمة غريبة دفع رجل مسن ثمنا باهظا مقابل ثقته المفرطة في حفيده وكاد أن يدفع حياته ثمنا لولا أن فرقة من وحدة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة أنهت معاناته في الحال فاقتادت حفيده الشاب مع صديقية إلى مركز الشرطة بعد أن تكشفت تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له في الشارع العام. بدأت الحكاية بتلقى الرجل اتصالا هاتفيا من مكتب عقار يطلب منه الحضور على عجل لاستكمال بيع قطع أرض يملكها في أحد المخططات، فآثر الرجل أن يشرك حفيده المراهق في فرحته وأبلغه بخبر الصفقة وعائدها الذي يبلغ 300 ألف ريال. تحرك الاثنان إلى مكتب العقار لإكمال الصفقة واستلام الثمن، غير أن إجراءات روتينية معتادة أرجأت السداد إلى اليوم التالي، فاستيقظ المسن مبكرا مصطحبا حفيده إلى مكتب العقار. بعد أقل من ساعة كان الاثنان يستقلان سيارتهما في طريق العودة إلى المنزل، وفي الأثناء اصطدمت بمركبتهما سيارة من الخلف فهبط الرجل لاستطلاع الأمر فانقض عليه مراهقان وانهالا عليه بالضرب قبل أن يهدداه بالقتل إن استنجد أو طلب الغوث من أي عابر. انسحب أحد الاثنين إلى الجانب الآخر من المركبة ومنح الحفيد نصيبه من الضرب غير المؤذي وبعد دقائق معدودة كان المراهقان قد تواريا في الأزقة وقد غنما مبلغ 300 ألف ريال. محاولات المسن لالتقاط رقم لوحة السيارة اصطدمت بعدم وجودها أصلا، إذ عمد المراهقان إلى انتزاعها من مكانها ومع ذلك تحامل على آلامه وسارع إلى مركز الشرطة وحرر بلاغا ضد المعتديين، ثم مضى بصحبة حفيده إلى أقرب مستشفى للعلاج من آثار الضرب واللكم. أصدر مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي ومساعده للأمن الجنائي تعليمات مشددة بسرعة ضبط المراهقين الهاربين وتقديمهما إلى العدالة، لتتحرك فورا فرق من الأدلة الجنائية إلى مسرح الحادث لتفحص سيارة المعتدى عليهما، ولاحظ المحققون أن أغلب الإصابات تركزت في الجد، بينما انحصرت إصابات الحفيد في رضوض لا تذكر، الأمر الذي أثار علامات استفهامات جدية. كان من البدهي أن يستجوب المحققون أصحاب مكتب العقار والمشترين لمعرفة علاقتهم بما حدث، ولكن التحريات المكثفة أكدت براءتهم، ما دفع جهات التحقيق إلى إعادة استجواب الجد الذي تقدم بمعلومة في غاية الأهمية عن اقتراب عمري الجانيين من عمر حفيده، فتنبه المحققون إلى الخيط واستدعوا المتهم في الحال. لم يمض وقت طويل قبل أن يعترف المراهق الشقي بتواطؤه مع صاحبيه والتخطيط لسرقة الجد بذات السيناريو والاتفاق على اقتسام الغنيمة، مبديا ندمه على فعلته وبرر ذلك بإغواء الشياطين ورفقاء السوء الذي حرضوه على المشاركة في الاعتداء على جده وسلب ماله، لم يضيع المتهم وقتا فأرشد رجال الأمن على مخبأ شريكيه. وأبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن التحقيق مع الثلاثة لا يزال مستمرا في الوقت الذي تم فيه استعادة كامل المبلغ.