شاركت عدد من الجهات الحكومية اليوم في تجربة فرضية موسعة للتدريب على التعامل الأولي والآمن مع الطوارئ الإشعاعية والنووية في حال حدوثها وذلك في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض وبحضور خبراء ومختصين من المدينة والوكالة الدولية للطاقة الذرية . وتأتي هذه التجربة الفرضية كتتويج لفعاليات الورشة الوطنية للاستجابة الأولية للطوارئ الإشعاعية والنووية والتي نظمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية خلال هذا الأسبوع بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمشاركة مسؤولين ومهتمين في العديد من الجهات الحكومية المعنية بالاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية على المستوى الوطني . وبدأت الفرضية بتلقي بلاغ عن سرقة سيارة تحتوي على مصدرين مشعين هما سيزيوم - 137 واليود - 131 حيث تم تلقي البلاغ في تمام الساعة 8.30 صباحاً ، وتمت الاستجابة خلال 10 دقائق من البلاغ من قبل الجهات المعنية وتم ضبط السيارة بما عليها من مصادر مشعة . وبعد ذلك تم تقييم الوضع من الناحية الإشعاعية من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باعتبارها الجهة المختصة بأمور الحماية من الإشعاع في المملكة العربية السعودية ، وتم توثيق الموقع وتحريزه للحد من دخول الأشخاص غير المعنيين إلى أرض الحدث من قبل الأمن العام ، وتدخلت الجهات المعنية بالأدلة الجنائية لرفع ما يلزم من ملابس وأدوات الأشخاص الجناة لإرسالها إلى مختبرات الأدلة الجنائية لتحليلها والربط بين احتمالية أن يكون لهؤلاء سوابق جنائية . بعد ذلك تدخل فريق من الدفاع المدني حسب المهام المدرجة في الخطة الوطنية للطوارئ الإشعاعية والنووية وذلك لنقل المصابين في الحادث وتطهيرهم وتسليمهم إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي ، حيث جرى نقلهم بعد ذلك إلى مستشفى متخصص تابع لوزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة في مثل هذه الحالات . وقامت الفرق المختصة في الموقع بالتحريز على المصادر المشعة في الحادث وتسليمها إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للتأكد من سلامة المصادر ، ثم قامت فرق الدفاع المدني بتطهير الموقع ، كما تم تقييمه إشعاعياً من قبل المختصين في مدينة الملك عبدالعزيز ، حيث تبين أن الموقع خال من أي تأثيرات إشعاعية ، كما تم التأكد من خلو المعدات والأجهزة بعد تطهيرها من التأثيرات الإشعاعية ، لينتهي الحادث في تمام الساعة العاشرة صباحاً . وقد هدفت هذه التجربة إلى رفع مستوى التكامل والتنسيق بين الجهات المشاركة في الخطة الوطنية للاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية ، وشعور الجهات المعنية بتنفيذ دورها بشكل واضح ، مما يسهم في تشجيع المزيد من التمارين والتدريبات والتجارب لرفع مستوى الأداء في مثل هذه الحالات الخطرة إلى الأفضل دائماً . وشارك في هذه التجربة الافتراضية كل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام والدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي بالإضافة إلى وزارة الصحة . وتعد هذه التجربة الثانية من نوعها حيث أجرت المدينة في وقت سابق بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجربة فرضية شارك فيها مجموعة من الضباط في الدفاع المدني ، جرى خلالها تدريب الضباط على كيفية التعامل الأولي والآمن مع مصدر مشع تمت سرقته وإعادته إلى موقعه .