كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أن المرشد الإيراني أوصل الرئيس المنتخب "حسن روحاني" إلى الرئاسة، لتهدئة الأزمات الداخلية والخارجية. وقال هذا القيادي إن انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران تم بقرار من أعلى مستويات القيادة الايرانية وبالتالي ستنحصر مهمته الحيوية بتهدئة الأزمات داخلياً وخارجياً، وسيتحرك في محورين رئيسيين: الأول يتعلق بالمحافظة على بقاء الدولة الايرانية الحالية وتجنيبها اي ثورة شعبية ضد حكم الملالي، وفقا لصحيفة السياسة الكويتية. وأضاف أن المحور الرئيسي الثاني هو تجنب دخول حرب أو مواجهة عسكرية مع الدول الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة لأن وقوع هذه الحرب سيعرض نظام ولاية الفقيه الى مخاطر جدية, منها تقسيم ايران واندلاع حرب أهلية. وأوضح أن قوة الرئيس الجديد تكمن في مسألتين, الأولى أنه رجل دين من القيادات السياسية الايرانية المعممة ولديه علاقات قوية جداً بالمراجع الشيعية داخل ايران والعراق، والثانية تتلخص بعلاقاته الوثيقة بعلي السيستاني, وهذا معناه ان الرجلين سيتفاهمان على تهدئة التوتر الطائفي في العراق والمنطقة. ورجح القيادي الصدري أن ينجح روحاني في إقناع المرشد الأعلى علي خامنئي بثلاثة أمور مهمة، على رأسها عدم تأييد بقاء نوري المالكي لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة العراقية، لأن استمراره بات يشكل مشكلة للشيعة في العراق وإيران على حد سواء. وتابع أن الأمر الثاني يتمثل في تأييد الوصول لحل للأزمة السورية على نحو يحفظ الحد الأدنى من المصالح الايرانية الاستراتيجية, وتأمين خروج آمن لبشار الأسد، وتهيئة قيادة بديلة من داخل النظام للتفاهم مع المعارضة, وتنظيم انتخابات من دون الأسد, وابعاد كل القيادات الأمنية المتورطة بالجرائم، مشيرا إلى أن لديه توجها لزيارة موسكو لدراسة هذا السيناريو. وأضاف أن الأمر الثالث هو إصدار أوامر إلى قيادة "الحرس الثوري" بسحب مقاتلي "حزب الله" اللبناني من سورية وتهدئة الاوضاع داخل لبنان, وقد يسعى للتوصل الى تسوية تاريخية لحل معضلة سلاح "حزب الله" مع نظيره اللبناني ميشال سليمان. وقال "إن روحاني قد يتخذ خطوات جريئة, رغم ان هذا الملف بيد خامنئي, وهذه الخطوات قد تسمح بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم لفترة عام مقابل تجميد العقوبات الدولية ضد ايران, على ان يدخل الطرفان, الغرب وايران, في مفاوضات جديدة لإبرام اتفاق تاريخي وحاسم". وكانت إيران قد أعلنت أمس فوز المرشح الإصلاحي حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الجمعة، إلا ان الكثيرين قللوا من أهمية فوز روحاني، نظرا لما يتمتع به المرشد خامنئي من صلاحيات غير محدودة، ونفوذه الذي يعلو على نفوذ وصلاحيات الرئيس.