قال مسؤول روسي يمثل موسكو في حلف شمال الأطلسي إن الناتو "بدأ التخطيط لعملية عسكرية" ضد دمشق، على خلفية المواجهات الدموية التي يخوضها الجيش ضد المحتجين المطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد، في حين قال ناشطون إن عدد القتلى من بين المحتجين المشاركين في جمعة "الله معنا" ارتفع إلى 15، بينما تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عن ما قالت إنها "مأساة لا يمكن تصديقها" بشوارع سوريا نظراً لأعداد القتلى. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية الرسمية للأنباء، في مقال مخصص لمناقشة التبدل في الموقف الروسي حيال سوريا، أن ممثل موسكو لدى حلف شمال الأطلسي، دميتري روغوزين، قال في حديث لصحيفة "ازفيستيا" الروسية الجمعة، إن الحلف بدأ في التخطيط لعملية عسكرية ضد سوريا. وأعرب روغوزين عن اعتقاده بأن روسيا "سوف تقف ضد استخدام القوة العسكرية ضد سوريا كما عارضت العملية العسكرية ضد ليبيا." ومن جانبها جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون موقفها من النظام السوري حيث أشارت في تصريحات جديدة إلى أن نظام الأسد في سورية فقد شرعيته. وقالت كلينتون إن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن قتل أكثر من ألفي شخص في قمعه للاحتجاجات السلمية. وتطرقت كلينتون إلى مقتل رضيعة لم تتجاوز السنة من العمر قائلة إن الحادث هو "مثال صادم لما يجري،" وأضافت: "نعتقد أن الحكومة السورية مسؤولية عن مقتل أكثر من ألفي شخص من كل الأعمال حتى اليوم." وبالعودة لأعداد قتلى الجمعة، فقد قال "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" إن بين القتلى 11 سقطوا في ضواحي دمشق، بمناطق عربين ودمر والمعضمية، إلى جانب ثلاثة أشخاص في حمص وواحد في درعا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نقل عن مصادر في دير الزور المطوقة بدورها من قبل القوات السورية أن المحافظة تتعرض ل"عقاب جماعي" يشمل عدم تسليم رواتب الموظفين ومنع حركة شاحنات الدقيق ومنع المستشفيات من إسعاف المتظاهرين المصابين. وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية فتحت النار على محتجين خلال خروجهم من مسجد في حمص، ما أدى لسقوط 20 جريحاً، بينهم سبعة في حالة خطرة، كما جرح ثلاثة في حادث مماثل في عربين القريبة من العاصمة دمشق. أما في حماة التي تشهد عملية عسكرية للجيش منذ مطلع شهر رمضان، فقد قال شاهد عيان من السكان لCNN إن القصف لم يتوقف منذ ساعات الصباح، مضيفاً أنه اضطر لمغادرة الحي الذي يقطنه بسبب كثافة الرصاص والقذائف. وقال الشاهد - الذي كان يستخدم هاتفاً يعمل بالأقمار الصناعية - أن القوات السورية قطعت المياه والكهرباء والاتصالات والانترنت عن حماة، مضيفاً أن العديد من الجرحى والأطفال الرضع قضوا في المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء. من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن وحدات الجيش تعمل على "إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية في مدينة حماة، بعد أن استباحتها التنظيمات الإرهابية المسلحة التي نصبت الحواجز والمتاريس وقطعت الطرقات وهاجمت العديد من المقرات والدوائر الرسمية والمؤسسات الخدمية وأقسام الشرطة فيها." وأضافت الوكالة أن وحدات الجيش تقوم "بملاحقة عناصر هذه التنظيمات، وذلك بعد قرابة الخمسين يوماً من سيطرتها على المدينة، وبعد فشل الكثير من محاولات الحوار، نتيجة تعنتها وإصرارها على الممارسات الإرهابية التي حرضتها عليها أطراف خارجية." حصيلة القتلى في مدينة حماة وجوارها بلغت 109 قتلى، بحسب موقع "آفاز" على الإنترنت، والذي يعنى بحقوق الإنسان في مختلف دول العالم. وتضاف هذه الحصيلة، التي لم يمكن لCNN تأكيدها من مصدر مستقل، إلى حصيلة سابقة أشارت إليها لجان التنسيق المحلية، تحدثت عن سقوط 30 قتيلاً في المدينة الأربعاء. عربياً، دعت الكويت "إلى الحوار والحل السياسي وتنفيذ الإصلاحات الحقيقية في سوريا"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا." وقالت الوكالة: "تعليقا على الأوضاع في سوريا الشقيقة أوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن دولة الكويت تعرب عن ألمها البالغ لاستمرار نزيف الدم في صفوف أبناء الشعب السوري الشقيق وتدعو إلى الحوار والحل السياسي بما يمكن من الشروع بتنفيذ الإصلاحات الحقيقية التي تلبي المطالب المشروعة للشعب السوري بعيدا عن المعالجات الأمنية وذلك حتى يتحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء." وأضاف البيان: "واختتم المصدر تعليقه بالإعراب عن خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الأوضاع." وشهدت السفارة السورية في القاهرة مظاهرة شارك فيها عناصر من جماعة الإخوان المسلمين وعدد من ائتلافات الثورة المصرية للمطالبة بطرد السفير السوري، اعتراضاً على ما يجري في سوريا.