قالت مصادر أن مدينة حمص شهدت الليلة قبل الماضية ما وصف بأجواء حرب حقيقية، حيث تم تسجيل قصف بالأسلحة الثقيلة في منطقة باب عمرو، بينما ارتفع عدد قتلى مظاهرات ما سمي بجمعة «الله معنا» في سوريا إلى 24 قتيلا. وقال شهود إن أحياء المدينة شهدت قصفا استخدمت فيه المدافع والرشاشات الثقيلة، مشيرين إلى أن قوات الجيش والأمن تحاول السيطرة على انشقاق عدد من عناصر الجيش. وأفاد ناشط حقوقي السبت أن عدد المتظاهرين الذين قتلوا بنار رجال الأمن الجمعة في مدن سورية بلغ 24 شخصا بينهم سبعة سقطوا أثناء التظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس أن تظاهرات جمعة «الله معنا» أسفرت عن «مقتل 24 شخصا بينهم 15 قتيلا سقطوا في تظاهرات ظهر الجمعة وسبعة قتلى سقطوا عقب صلاة التراويح». وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن عشرات الدبابات والآليات العسكرية انتشرت في الأحياء الطرفية لمدينة دير الزور فيما تحولت مدينة حمص التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية إلى جبهة. وقال إن «نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في أربع مناطق في مدينة دير الزور». وأوضح أن الآليات العسكرية توزعت «خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الأمن السياسي وفي منطقة المطار».وفي وسط البلاد، أضاف مدير المرصد أن مدينة حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح». وقال إن المدينة «شهدت انتشارا مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع»، مشيرا إلى أن «السكان يسمعون أصواتها في الطرقات». ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة أن «إطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة الانشاءات والفوطة والقرابيص لغاية الساعة الثامنة صباحا. وتابع «كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في حي باباعمرو حتى الصباح». ولم يتمكن المرصد من معرفة ما يجري في مدينة حماة (وسط) «نظرا لانقطاع الاتصالات عنها». ونادى ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك إلى تنظيم «الليلة وكل ليلة مظاهرات الرد في رمضان كل يوم هو يوم الجمعة». وكتبوا على موقعهم «الله معنا فهل أنتم معنا». وفي السياق , نقلت صحيفة «ازفيستيا» الروسية عن ممثل روسيا الاتحادية في حلف شمال الأطلسي «الناتو» دميتري روغوزين قوله بأن الحلف بدأ في التخطيط لعملية عسكرية ضد سوريا التي تشهد مظاهرات جماهيرية تطالب برحيل نظام الأسد. وأضاف روغوزين بأن روسيا سوف تقف ضد استخدام القوة ضد سوريا كما عارضت استخدامها في ليبيا دون أن يفصل طريقة أو أسلوب المعارضة الروسية وهل ستأخذ نفس المنحى الذي اتخذته فيما يتعلق بليبيا ما سمح للغرب بشن عملياته العسكرية الحالية. وقال روغوزين في معرض رده على سؤال حول تصريحات الأمين العام لحلف الأطلسي راسموسين الذي قال بأن الظروف لم تنشأ بعد في سوريا ليبدأ الأطلسي عملية عسكرية بأن هذا التصريح يعني أنه يجري التخطيط للعملية التي من شأنها أن تكون نهاية منطقية للعمليات العسكرية والإعلامية التي قامت وتقوم بها بعض الدول الغربية في شمال أفريقيا. وفي محاولة من الصحيفة للإجابة على السؤال الكبير المتعلق بإمكانية اقتراب مواقف موسكو اتجاه سوريا من المواقف الغربية، استعرضت «ازفيستيا» آراء بعض الخبراء الروس الذين رأوا أن الموقف الروسي الذي كان يبدو داعما لدمشق خصوصا من خلال الرفض الحازم لصدور أي قرار يدين السلطات السورية في مجلس الأمن الدولي بدأ يتحول بسبب استمرار تدهور الوضع وتزايد العنف وسقوط مزيد من القتلى في صفوف المدنيين، الأمر اللذي آثار قلق موسكو الشديد كما جاء على لسان رئيسها مدفيديف شخصيا.