اعتقلت الشرطة الفرنسية، اليوم السبت، 61 مسلمًا كانوا يشاركون في تظاهرة غير مرخصة في باريس، احتجاجا على القانون الذي يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة. وذكرت الشرطة الفرنسية أن 59 شخصا بينهم 19 امراة منقبة اعتُقلوا في مكان التجمع شرق باريس، كما اعتُقل شخصان كانا قادمين من بريطانيا وبلجيكا للمشاركة في هذا التجمع. وأفاد مصدر مقرب من ملف هذه القضية بأن أحد هذين الشخصين هو "انجم شوداري" المعروف في الاوساط الإسلامية البريطانية، والذي دعاه منظمو هذا التجمع للمشاركة فيه. وجاءت الدعوة إلى هذا التجمع قبل يومين من دخول قانون منع ارتداء النقاب موضع التنفيذ الاثنين في فرنسا. وشوداري (43 عاما) هو المسؤول السابق عن مجموعة "إسلام من أجل بريطانيا" التي حلتها السلطات البريطانية عام 2010، وهو مقرب من الشيخ عمر بكري الممنوع من الإقامة في بريطانيا. ومن المتوقع أن يُعاد شوداري إلى بريطانيا. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر قضائي أن الشخص الثاني هو الإسلامي البلجيكي فؤاد بلقاسم المعروف ب"أبو عمران"، وقد اعتُقل لأن هناك مذكرة توقيف دولية صادرة بحقه بطلب من القضاء المغربي الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات غيابيا بعد إدانته بتهريب مخدرات. كما فُتح تحقيق مع بلقاسم في فرنسا على خلفية تصريحات أدلى بها ونقلت على موقع يوتيوب على الانترنت، وهو أيضا متحدث باسم مجموعة سلفية صغيرة تطلق على نفسها اسم "شريعة من أجل بلجيكا" التي حاولت تنظيم تظاهرات ضد منع النقاب في بلجيكا أيضا. وسيعود إلى القضاء الفرنسي تقرير ما إذا كان سيتم تسليم بلقاسم إلى السلطات المغربية. وغالبية المشاركين في التجمع كانوا من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، وهم ملتحون ويرتدون الزي الإسلامي الطويل الذي يرتديه عادة السلفيون. ومنعت السلطات الفرنسية هذا التجمع بذريعة أنه يمكن أن يتسبب باضطرابات تخل بالأمن العام. وقامت الشرطة باعتقال 59 شخصا رفضوا مغادرة المكان للتدقيق في هوياتهم. ويحظر القانون الذي أُقر في 11 أكتوبر 2010 بعد نقاش صاخب، إخفاء الوجه بحجاب أو قبعة أو قناع في الأماكن العامة، أي الشارع والحدائق العامة ومحطات القطار والمتاجر. ولا يحق لقوى الامن أن تنزع الحجاب عن وجوه النساء الرافضات، لكنهن يعرضن انفسهن لدفع غرامة تبلغ قيمتها القصوى 150 يورو و/او الخضوع لتمرين على المواطنة. وبموجب القانون نفسه، يتعرض الرجال الذين يرغمون امرأة على ارتداء الحجاب، للسجن سنة ودفع 30 الف يورو غرامة. وتتضاعف العقوبة (السجن سنتان و60 الف يورو غرامة) إذا كانت الفتاة التي ترغم على ارتداء الحجاب قاصرا.