أغرب ما جاء فى إقرار معالي وزير العمل بوجود فساد فى مكاتب العمل أنه يراهن على مسألة الأتمتة والشفافية ومعرفة الجمهور بحقوقهم..شيء فعلا عجيب غريب لا أملك له تفسيرا على الإطلاق لا أنا ولا أي عاقل يفهم فى الإدارة والعمل المؤسسي.. طيب إذا كنّا نكبر فى معاليه شفافيته واعترافه بوجود فساد فى مكاتب العمل التابعة لوزارته،ونثني على شجاعته فى الإقرار بوجود فساد فى جهازه مقارنة بالكثيرين من المسؤولين فى أجهزتنا العامة ممن ينكرون جملة وتفصيلا وجود ذرة فساد فى أجهزتهم،فإنه من غير المقبول ترك الدرعا ترعى كما يقال وإظهار الوزارة بمظهر العاجز عن المعالجة لمصيبة اسمها رشاوى وأحكام محاباة وتضييع لحقوق العمالة وتنمية لكل أشكال الانتهاك لأنظمة العمل فى البلد وكأننا لا نحتكم لقانون ولا شريعة ولا أنظمة إدارية وعدلية معمول بها فى هذا المجال.. معالي الوزير: أشك أنك وأنت راعي سوق وتجارة وتعرف بأوضاع البؤس والشقاء التي تكابدها اليد العاملة الوطنية بسبب نظام العمل الذي أوجد فى ظروف ليست بظروف اليوم يا معالي الوزير ألا تعرف عدد حالات الموظفين والموظفات السعوديين ممن تبطش بهم الشركات والمؤسسات المتغوّلة فى البلد وبمباركة مكاتب العمل لوزارتك؟!معالي الوزير: أشك أنك وأنت راعي سوق وتجارة وتعرف بأوضاع البؤس والشقاء التي تكابدها اليد العاملة الوطنية بسبب نظام العمل الذي أوجد فى ظروف ليست بظروف اليوم ولا تحفظ حقوق ولا تعطي أمانا للمواطن والمواطنة أصلا ناهيك عن أساليب التيئيس والإحباط والمعاملة السيئة من قبل محققي ومفتّشي مكاتب العمل وتراهن على ترك هذه الأوضاع تصلح نفسها بنفسها من خلال ثورة الحواسيب ونظم أتمتة العمل التي تزمع وزارتك تطبيقها!! ؟! أين هي المتابعة والتفتيش فى وزارتك عن كل هذا الفساد؟! هل تمارس عملها هذه الوحدات الرقابية بشكل يومي وأسبوعي على أعمال وممارسات ودورات عمل مكاتب العمل وضبط المخالفات وخروقات النظام والمظالم التي تقع على خلق الله،أم تكتفي فقط بالتشييك على الدوام والإجازات وربك سميع الدعاء؟!معالي الوزير أنت مسؤول عن هذا الفساد وبيدك أدوات وسلطات وبمقدورك تفعيل هذه الوحدات التي ما أوجدت عبثا فى أي جهاز خدمي عام ودعمها بما لديك من صلاحيات لكي تعينك على تنظيف مكاتب العمل من كل أشكال الفساد الذي تعرف به وما لاتعلم به..وخلّي الأتمتة للإنجاز والجودة والنوعية..