"مجنونه يا قوطه" كنت أظن أنني أحلم ، طلبت من رجل يقف بجانبي أن "يصفعني" حتى أفوق من ذلك الحلم إلا أنه نظر إلي نظرة استرحام ، "حتى ظننت أنه سيخرج لي نقودا من جيبه" ! كل هذا وأنا في كامل عقلي وأناقتي ومالي ولله الحمد والمنة والتي جردت منها جميعا بكلمة واحدة أتتني على حين غره ! افتكرت حينها الأغنية المشهورة "مجنونه يا أوطه" وأنا أترنح بين العقل والجنون وبدأت أهذي بعبارة اشتهرت على لسان العاجزين "لا حول ولا قوة إلا بالهت" حتى خلت من بجانبي يربت على كتفي ويقول " عظم الله أجرك" فانتبه من بجانبه وجاء هو الآخر يؤدي واجب المواساة ، وبدأ المكان يزدحم وأخذت الجموع تتزايد وأسمع أحدهم يقول "بالدور يا شباب" والآخر يصيح "خلوكم فالصف لو سمحتم" وأنا واقف على تلك "الشعره" بين عقلي وجنوني والكلمات تنهمر علي "بالمواساة" و"التعازي" حتى علم من بالشارع الأمر فأغلق الشارع من كثرة السيارات وتعطلت حركة السير وأعلن رجال المرور والدفاع المدني حالة الطوارئ في "الحي" وبدأت أشعر أن "الأكسجين" خالٍ من "الكوليسترول" حاولت حينها أن أتنفس أن أتنهد فخرجت صرخت أخرى ب" إنا لله وإنا إليه راجعون" جعلتني أصحوا من حلمي على واقعي لأعلنها مجلجلة "لا قوطة بعد اليوم" ! أظن أنه لو لم تخرج وزارة التجارة بتصريحها في الأسبوع المنصرم بأن العقوبات ستطال كل من تسول له نفسه برفع الأسعار في موسم رمضان لما حدث لي ما حدث ، وإنني إذ أطالب وزارة التجارة بتحمل كافة تكاليف علاجي من تلك الصدمة حينما "صرحت" لنا عكس ما "صرحت" للتجار بالبيع !! ، وانا وغيري من "المرضى" و"المصدومين" نطالب وزارة التجارة بتحمل كافة نواحي العلاج والتأهيل في أرقى مستشفيات العالم والتي ليس من منتجاتها أو صادراتها "القوطه" ولا حتى من وارداتها حتى لا يظهر المرض المعدي من جديد ويطال كل العالم "لاسمح الله". وعليه فقد قررت توكيل محامي " آد الدنيا " لرفع قضيتي هذه على أمل أن يعود عقلي كما هو أو أصحو من حلمي على واقع جميل يعيدني لأيام ما قبل رمضان "صندوق الطماط الصغير أبو كيلوين ب 8 ريال" لا ب 22 ريال ! المصيبه أن "القوطه المجنونه" رفعت معها بقية أسعار الخضار والفواكه على قاعدة "مع الخيل يا شقرا" لتتبوء الوكسه مكانة عظيمة ويتصدر البرتقال كافة النقود والأموال ، بالرغم من أن كل تلك المنتجات موسمها هو الصيف ، لكن لعل "الكثره تغلب الشجاعه" !!! سأهمس لموكلي بأن لا يشمل في دعواه "جمعية حماية المستهلك" فمن المعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه !! شعار اليوم : "لن آكل قوطه في رمضان ، خلوها تعفن" ! وكل رمضان وأسعاركم نار ، أقصد كل عام وأنتم بخير .. صالح بن فارس