"صيفنا في باريس" بعد الإنتهاء من أداء صلاة الجماعة بالمسجد قام أحدهم بين يدي المصلين منكسرا يشكوا حاله : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يا أخوان أنا قدر الله علي ورحت بأهلي سياحة داخلية لإحدى مدن المملكه وقدر الله علي وسكنت في شقق مفروشه ب ألف ريال لليوم وجلست أسبوعين بس يعني حوالي 15 ألف ريال من غير التذاكر والأكل والشرب والملاهي والمنتزهات واللي كلفتني ما يزيد عن 15 ألف ريال ثانية جعلتني أدخل في ديون بحوالي 20 ألف ريال تكفون يا أهل الخير ساعدوني .... جزاكم الله خير " !! لا تستغرب إن جاء الغد وسمعت هذا من أحدهم فبعد تصريح هيئة السياحة "الموقرة" بالأمس كل شيء وارد ، فإذا كان القطاع المناط به حفظ حقوق السياح هو من يقر ويشرع الزيادة وبنسبة تصل إلى 50% خلال شهور الصيف فماذا عسانا أن نقول ؟! فالهيئة التي أسست لتحافظ على موارد الوطن للصالح العام نجدها تحافظ على مصالح خاصه وتركن أساسيات عملها من الاهتمام بالموارد الطبيعية والأماكن الأثرية وترميمها وعمل الرحلات السياحية للمواطنين وغير المواطنين بشكل مقنن وحضاري وبأسعار في متناول الجميع للاستمتاع بتلك الأماكن والتعريف بها بشكل يجعلك تفاخر بما تراه من منجزات وأعمال في هذا القطاع الحيوي الهام ، تفرغت تماما للتصاريح التي تجعل المواطن يلغي فكرة السياحة الداخلية تماما ، فإذا كانت الجهة المنوط بها الحفاظ على حقوق السائح هي من تساعد على سلب حقوقه فقل "على الدنيا السلام" و "يمدحون السياحة الخارجية"! لقد بات أمر السياحة في الخارج أسهل بكثير منه بالداخل ، فليس بعد تصريح هيئة السياحة الموقرة بالأمس إلا الدعوة بالترحم على هيئة ماتت قبل ولادتها رغم تطلعاتنا بأن تصبح وزارة يوما من الأيام وتشارك في صناعة الوطن ، إلا أن أحلامنا ذهبت أدراج الرياح . أليس من الأولى يا هيئة السياحة الحث على إبقاء الأسعار في متناول الجميع واستحداث برامج سياحية تجعل الجميع يفكر جديا في سياحة الداخل عوضا عن التفكير في الخارج أو "الانثبار في البيت" ، أليس الأولى البدء في ترميم كافة المناطق السياحية وتطوير كافة المرافق السياحية والفنادق والمنتزهات لاستقطاب كافة الشرائح لسياحة الداخل ، أم أنكم رأيتم "حفظكم الله" أن النسبة التي اعتمدت كزيادة "شرعية" للفنادق والشقق المفروشة والتي تصل ل 50% حق من حقوق المواطنة تجاه السياحة الداخلية !! أحسن الله عزاء الجميع في السياحة الداخلية ، يعني من "الآخر" "قرّ في بيتك" أحسن لك وأولادك كل يوم سوق وملاهي لين الله يفرجها وتجي الدراسة ، وإذا أحد سألك "قول له صيفنا السنه هذي في : باريس !! صالح بن فارس