لماذا سكت عشاق دبي؟! وقفت طويلاً أتأمل برج دبي صيف 2007.. كانت نافذة الغرفة تطل مباشرة على البرج الواقع على أشهر شوارع الإمارات.. كان البرج حسبما قرأت حينها ينمو بمعدل طابق واحد كل أربعة أيام! كنت أسأل نفسي: أين سيقف البرج؟ وما القيمة التي ستعود على دبي من هذا البرج؟ كنت أخفض صوتي، كي لا يسمعني أحد من السعوديين \"المتأمرتين\" وأعني: أولئك الذين وقعوا في غرام الإمارة الصغيرة، وهذا ليس سرا يذاع، فقد أرهقونا خلال السنوات الأخيرة بالحديث عن إنجازاتها.. الويل لي لو سمعوني أتساءل: أي قيمة سيضيفها هذا البرج لمدينة انسلخت من ثقافتها وهويتها وجذورها ولغتها العربية؟ قبل ثلاثة أشهر عدت لذات الفندق الذي يعج بالأجانب، وحرصت أن تكون غرفتي مقابلة للبرج الذي كانت مشاهدته تثير في نفسي علامات الدهشة والحزن معاً.. وجدت البرج شامخاً مخترقا الغيوم في منظر مهيب!.. بقدر الدهشة كنت مازلت أبحث عمن يقنعني بقيمة هذا البرج باستثناء دخول سجل جينيس؟! غير أن الذي أذهلني الأسبوع الماضي كما أذهل ملايين البشر أن كل هذه الإنجازات التي كنا نشاهدها من أبراج وعمارات شاهقة وجزر صناعية و\"مولات\" ضخمة ومطار ومدن ألعاب عالمية إنما هي بالديون والقروض التي كانت تتراكم وتنمو كحوت أزرق تحت مياه دبي، إذ أعلنت شركة دبي أنها تواجه صعوبات بالغة في سداد ديونها والغريب أن حكومة دبي التي تكاد تنعدم فيها الموارد الطبيعية، أكدت أنها غير مسؤولة قانونياً عن الديون! نعوذ بالله أن نكون من الشامتين.. فالشماتة ليست من أخلاقنا.. فضلاً عن أن ما حدث للشقيقة الصغيرة دبي أمر يزعجنا كما يزعجهم فمن الذي سيفرح وهو يرى إمارة دبي تفشل في تحقيق أحلامها وتعود لنقطة الصفر وتضطر لبيع أصولها؟.. ولو كانت الشماتة أمرا مقبولاً لوجهتها للزملاء \"المتأمرتين\" الذين كانوا يحلفون أن بلادهم الأصلية متخلفة زعموا قياسا بدبي.. الخلاصة: كل الأماني أن تستفيد دبي من دروس الماضي، وتتحرك بواقعية وفق إمكاناتها، وتفكر بمنطق بعيدا عن الآراء الفردية. صالح الشيحي الوطن السعودية