ركام لن يمر بسلام طغت أحداث غزة أثناء الحرب..وما زالت طاغية لان ما حدث يعتبر مفترق طرق وصفحة جديدة ضمن صفحات و حلقات الصراع مع العدو الصهيوني. ركام المباني الأخير على غزة يعتبر نتاج وحشي ولا أنساني بكل المقاييس وقبله واهم منه حصيلة الشهداء والجرحى والمعاقين وهي كلها تراكمات وامتدات القضية عبر أكثر من ستين سنه, ولكن هذه المرة الوضع مختلف ولن يمر بسلام.. لو استعرضنا المتغيرات الغير عادية في الحرب على غزة على كل الأصعدة لاتضح ما يؤكد أن هذه الحرب مفصلية وتؤسس لمرحلة جديدة وفقا لسنن الله الكونية ومن ذلك: 1:مشاهد التأييد العالمي أثناء الحرب وذلك عبر البيانات والمظاهرات في اغلب القارات والتي كانت بأعداد كبيرة متكررة وبلغة مختلفة تجسد حجم التعاطف مع القضية. 2: فشل سياسات دولة يهود في تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحرب طيلة مدى الحرب والتي أثبتت صمود أهل غزة رغم التباين في المقومات وجميع الإمكانات وهي تمثل قوة الإرادة والصمود, وربما مشهد الطلبة وهم يدرسون تحت الخيام وبجوار الركام لمدراس يشكل اكبر صفعة على قوة إرادة الصغار قبل الكبار لهذا الشعب. 3: إخفاق الآلة الإعلامية الصهوينيه في احتواء الأزمة خلال فترة الحرب كما كانت تناور وتمارس من الكذب الدجل في الحروب السابقة. 4:مطالبات متعددة من منظمات حقوقية برفع دعاوى ضد دولة يهود نظير ما قاموا به من جرائم ضد الإنسانية في هجومهم الهمجي والوحشي مما خلف من شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين من أطفال وشيوخ واستهداف للمستشفيات وسيارات الإسعاف وتدمير للبنيه التحتية . 5: دعاوى تقدمت بها الأممالمتحدة بسبب الأضرار المتعمدة التي تسببت في دمار موقع مدارس الاونورا . 6: إجراءات احترازية تقوم بها وزارة الحرب الإسرائيلية من حيث العمل على إخفاء أسماء وصور كبار العسكريين المسئولين عن حرب غزة لتلافي ملاحقتهم قانونياً. 7: القلق الذي انتاب وزيرة الخارجية تسيفي ليفني قبل سفرها لحضور اجتماع حلف الناتو في بروكسل بسبب إشاعات نشرت إعلاميا تشير إلى إمكانيه تعرضها للاعتقال بسبب الحرب على غزة. 8: الإجراءات الوقائية والتي اتخذتها وزارة العدل الإسرائيلية من حيث الاستعداد للدفاع المسئولين وخاصة العسكريين لتلطمينهم و رفع معنوياتهم بسبب الحملات الإعلامية التي تحدثت عن موضوع الملاحقة القانونية كمجرمي حرب. كل هذه الظروف والمتغيرات تجعلنا نؤمن أن الحرب على غزة أصبحت لعنه على إسرائيل وبنفس الوقت فتحت فصل جديد من التأثير الايجابي على مسار القضية الفلسطينية والتي سيكون له اثر أن عاجلا أو آجلا وان كانت مؤشرات ذلك بدأت في موقف الشارع العالمي مما اوجد ضغط كبير يصب في خانه تغيير موازين القوى.. وربما النقاط من 4 إلى8 والمذكورة أعلاه توضح وتجسد ملامح هذه المتغيرات من حيث قبول الرأي العالمي وكذلك صانعي القرار في الدول الكبرى تجعلهم يدركون ويتقبلون أن هناك صيحات ومطالبات بمحاكمة لمسئولين اسرائيليين وهو شئ كان مستغرب وان شئت قل كان من سابع المستحيلات في السابق. وهذا بحد ذاته صفعه تجعل إسرائيل تتقبل أنها تحت القانون.. والله غالب على أمره سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]