مدد يا غزة كنت أفكر بعنوان للموضوع لكي يناسب حجم الكارثة التي حلت بغزة الجريحة, وفي الحقيقة لم أجد العنوان الذي يستوعب حجم الكارثة بكل المقاييس..وبنفس الوقت وجدت أن كل العنوانين تستوعب مكامن ومفاصل تاريخ الأزمة بكل تفاصيلها ودهاليزها المعلوم منها والمجهول.. (مدد) هي اختصار لحروف تختزل الحرف الأولى لكلمات(مال, دعاء, دموع) وهي تجسد ما يمكن عمله من قبل كل مسلم تجاه إخوانه المضطرين في غزه من خلال هذه الوسائل الهامة جداً. قضية فلسطين كانت ولا زلت حية وتنزف الدم منذ ما يزيد ستين عاماً, ولذلك فالمشاهد المؤلمة من سفك الدماء لكل الفئات العمرية وهدم البيوت وتجريف الأشجار و المزارع وتحطيم البنى التحيته , هو ديدن يهود على مدار تاريخ هذه القضية النابضة بالحق الناصع .. وبالمقابل هي وصمة عار على جبين العالم الذي يدعي الحرية والإنسانية والتي أزهقت وسقطت إنسانيتهم على ثرى ارض فلسطين وغيرها من البقاع الساخنة في العالم الإسلامي, فقد كانت الإنسانية من قبلهم حية وحاضرة لما سوى الإنسان المسلم وخصوصا فلسطين.. وقد رأينا كيف تتنادى الأمم والمؤسسات الدولية لاى مكلوم أو جريح أو قتيل واحد ..من غير المسلمين..! لذلك سنة الله ماضية والدم المسلم لا يمكن أن يصبح بذلك هوالأرخص و لا يمكن أن يتحول إلى ماء مهما تعالت قوى الغطرسة الصهيونية وآلياتها الهمجية ومن خلفها ومن يدعمها ماديا ومعنويا من قوى العالم الغربي الذي يدعى الحرية.. لان عدل الله باقي وحتما سيتحقق بإذن الله طال الزمن أو قصر. وإذا اقتضى قدر الله جل في علاه أن تبقى وتيرة القهر ويد الظلم كما يبدو هي العليا ولكن للظلم دورة زمنيه قد تبقى لحكمة يعلمها سبحانه وهو الحكيم سبحانه. ولذلك كانت أصداء الهجمة الأخيرة على غزة مختلفة ..بل ومغايرة تماما لما سبقها من هجمات التقتيل والتشريد في السابق ..فقد كان الصدى قوي وعميق ومستمر ووتيرته عاليه ومتكررة على اصعده مختلفة ومن كل الأديان وفي كل البلدان.. ومن تابع الفضائيات أثلج صدره ولو بالشئ القليل هذا الصدى الكبير من الاستنكار والاستهجان من مسئولين و قوى وفعاليات ومؤسسات لها وزنها على مستوى العالم عربيا وإسلاميا وعالمياً, مع أن حجم الكارثة ارث كبير يضاف إلى مصائب ونكبات الأمة فضلا تبعاته النفسية التراكمية على الأجيال..والتي وان كان ظاهرها سلبياً..إلا أن البعد الايجابي هو حياة وديمومة قضية المسلمين الأولى حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين.. وهنا لا تقول إلا ما قاله ربنا تعالى : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.. ولذلك قد تكون دولة يهود صاحبة القرار ببداية هذه الحرب كما هي العادة في إشعالهم للفتن والحروب على مر التاريخ..إلا أن هذه المرة الوضع مختلف , حيث النهايات والصورة السلبية القاتمة عن عبث الصهاينة ودولة يهود والتي كانوا ماهرين في إخفاء ذلك الوجه بحكم امتلكاهم التأثير على مفاصل الآلة الإعلامية العالمية جعلهم يمعنون في الهمجية والقتل بشكل مخزي حيث القتل لم يفرق بين طفل وامرأة وشيخ كبير واى شئ على أوجه الحياة على سطح الأرض حتى مدارس الاونروا وهي ترفع العلم الأزرق للأمم المتحدة لم تسلم من وحشيتهم.. وهو ما جعل ارض غزه أصبحت مستباحة وغير آمنه . لذلك فإن النهايات أصبحت ربما مختلفة وخارج نطاق سيطرتهم , وهذا ما جعل الرأي العالمي يتغير إلى حد ما حيث فقد اليهود التحكم في المألآت لنتاج الحرب إعلاميا وهو ما جعل الموازين لدى العقلاء في العالم تختلف كثيراً حيث أصبح البعض يتأمل المشاهد المروعة و يعيد النظر بين الجلاد والضحية وهو الذي لطالما كان يدعي انه ضحية وحمل وديع !!. والأمل بالله كبير.. سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]