نقطة تداعب أشعة الشمس أركان المنازل كل صباح لكن خيوطها لا تجرؤا على كشف ما تخبئة جدرانها وأسوار حدائقها.. تغرد الطيور فرحاً لكنها لا تعلم انها تتراقص على جراح الأخرين .. على ألمٍ الأسر الذي تأن به صدور الأطفال وصرخات المعذبين . قصتان في يومٍ واحد زفتها لي شمس الكون في تابوت ونثرت زهر شعاعها على أبطال القصتين ولا تعليق سوى دمعتين. الأول شاب في مقتبل العمر جاء ليسجل في ثانوية بعد أن أعياه تكرار الرسوب وسؤال بديهي أين ولي أمرك ؟ فيجيب لا أدري ....! بدأت أطرافه ترتجف وتقاسيم وجهه ترفرف حزناً ودمعتان تعانقان سطح مكتب المدير ليدير ظهره وبصوتٍ متهالك إن كنت تدري عنه يا سعادة المدير فأحضره لنا صدقني لو كان أبي أنت لما عرفتك .نقطه . الثانية بنت الست عشرة ربيعاً التي حاول أبوها وأخوها كسر زجاج شرفها ومحاولات انتحار تجاوزت الثماني عشرة مرة أخرها أن رمت نفسها من ارتفاع ثلاثة طوابق والنتيجة تأتأة في الكلام وعمليات تملاء جسدها .. وشخصية أخرى كانت تمارس العنف بكل قسوة بل بأسلوب الغزاة تضنها لا تعرفها وحين عرفتها وجدتها والدتها .نقطه . زوجوها وهي في الخامسة عشرة لتجد زوجاً يتسلط على هاتفها ليعاكس صديقاتها وبعد أن فُصل من وظيفته يطلبها أن تبحث له عن وظيفة .نقطه . بحثت عن صدرٍ| حنون يعوض سنين الحرمان لتجد أنثى في قالب ذئب ينهش في جسدها وقالب متسلطةٍ استخدمتها كأجيرة بدون راتب لتمسح وتغسل وتكنس .نقطه قصتنا تمثلان بعضاً من العنف الأسري الذي يمارسه بعض الآباء والأمهات وما تخبئة مكاتب حقوق الإنسان والبيوت أدهى وأمر . أتسأل بأي قلوبٍ هم يعيشون وأي دمٍ يجري في تلك الأوردة ؟ وأتساءل هل هم يعيشون مثلنا وينامون ؟ هل يعرفون للدمع طريقاً وللرحمة مسلكاً ؟ أجزم أنهم جاءوا من كوكبٍ غير الذي جئنا منه . مؤلم أن تسجل ثلاث مناطق في المملكة أكثر من 360 حالة عنف أسري لم تدخل منطقة مكة والمنطقة الجنوبية في تلك الإحصائية وستزيد تلك الحالات في ظل انفساخ القلوب عن الأجساد وبقاءها تتنفس خواء. لن يكون للأبجدية هنا مكان فالقصتان تجعل الحروف خرساء بعد أن قست قلوب البعض وأدمت بصمتها وجبروتها أجساد فلذات كبودهم فأصبح التشرد يعني لهم كل شيء فمنام تحت ظل شجرة يحول من المثل الشعبي القائل (ظل رجل ولا ظل حيطه) إلى سقوط حيطه على الرأس ولا ظل أب متسلط . قال صلى الله علية وسلم : (ما من راعٍ استرعاه الله رعيةً فلم يحطها بنصحة لم يجد ريح الجنه). الحكم لكم أنتم أما أنا فرُفعت أقلامي وجفت صحفي ولا امتلك سوى نقطه ... عادل المالكي إعلامي سعودي مشرف القسم الثقافي بمجلة رؤى المدونة الشخصية ( قطرات من صمت ) http://dropsofsilence.maktoobblog.com