الإيدز والأسنان جاء قرار وزارة الصحة لإلزام المقبلين على الزواج بالكشف عن الأمراض المعدية ليحد من المشكلة العضال التي بدأت في نخر جسد المجتمع و استشرت ناره كالشرارة في الهشيم. المدقق في الإحصائية الأخيرة التي أفصحت عنها وزارة الصحة والتي تفيد أنه خلال ثمانية أشهر فقط تم اكتشاف أكثر من 60 حالة ايدز و 182 حالة كبد وبائي وهذه الأرقام بالنسبة لنا كمجتمع محافظ تُعدُ مفجعة وقشةً قصمت ظهر المجتمع ‘لكن المهم ليس في عدد الحالات التي تكتشفها مراكز الاختبارات التابعة للوزارة بل البحث عن الأسباب المؤدية لانتشار الأمراض المعدية بهذه الصورة. إن من الأحرى أن تقوم وزارة الصحة بوضع آليات بعيدة عن البرامج والحملات وصرف المبالغ الموجهة لها ‘ إلى تلبية متطلبات هذه الفئة فمرض الإيدز ينتشر عن طريق عدة طرق مشروعة وغير مشروعة ‘ لست بصدد الحديث عنها ‘ لكن من الواجب على وزارة الصحة إنشاء عيادات متخصصة لتقديم الرعاية الخاصة بمريض الإيدز خصوصاً في مجالي الأسنان والولادة لأنهما طريقان سريعان وفتاكان لنقل الفايروس. ومن المؤسف أن الكثير من المستشفيات التي تقدم الرعاية لمرضى الإيدز لا يوجد به شيء من هذا القبيل . حامل المرض حين يزور أي مستشفى لن يستطيع الإفصاح أنه حامل للفيروس لأنه وبكل بساطه سيقذف خارج الأسوار ‘ولا يوجد حل أمامه سوى الكذب على تلك المراكز والعيادات كي يتلقى العلاج ومن هنا يبدأ الكارثة. لا يفوتني هنا أن أستشهد بتصريح عجيب لأحد مسوؤلي وزارة الصحة قال بفمٍ ملئان وبكلمة لم يخف فيها من العقاب لومة لائم أنه والتصريح على لسانه لا يقبل أن يعالج نفسه أو أحد أفراد أسرته في أي مستشفى حكومي خصوصاً عيادات الأسنان !!! هذا تصريح لأحد منسوبي وزارة الصحة فكيف لنا نحن الغلابى أن نتلقى العلاج في مستشفيات حكومية ؟! هناك أموال تهدر في البرامج التوعوية وطباعة البروشورات وخلافها من الأولى أن توجه لفتح عيادات تكون الرعاية فيها مخصصة لمرضى الإيدز والاهتمام بهم بدلاً من صرفها في برامج وشعارات أصبح الكل يعرفها فوسائل الإعلام كفت المنظرين شر الاجتهاد. عادل المالكي إعلامي سعودي مشرف القسم الثقافي بمجلة رؤى المدونة الشخصية ( قطرات من صمت ) http://dropsofsilence.maktoobblog.com