اضربوهم بيدٍ من حديد بعد أن أصبحت ظاهرةً تنهش في جسد المجتمع وأَضحت هاجساً يؤرق منام الكثيرين بل أنها تحولت لعدوى تفشت في أوساط المراهقين . أيضاً حين تحول الضمير للاستتار خلف قناع الِذئابة والجشع والنفس الحيوانية التي بدأ تغرس في نفوس بني البشر اللهث وراء النزوات دون الأخذ في الاعتبار أياً من الأسس الدينية والأعراف والقيم الاجتماعية. قضية الموسم التي جرت في دم الكثيرين وتحولت إلى نوعٍ من الرجولة وفرد العضلات وبيان مصادر القوى هي الابتزاز والتحرش. بين الفينة والأخرى تزف لنا وسائل الإعلام وقنواته المتنوعة تدخل الجهات المعنية لتخلص فتاة من ذئب بشري وتضمنت دراسة تم إعدادها مؤخراً من قبل أحدى الجهات الرسمية تفيد أن الفئة العمرية للمتضررات والضحايا يقعن بين 16 و 39 عاما وفقا لعينة الدراسة، بالإضافة إلى الأحداث وهم صغار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و 17 عاما تنوعت شناعة بعض الصور فيها من حيث اشتمالها على الإهانة والعنف بل والتعذيب أحيانا من انتهاك العرض وسلب المال والأذى الجسدي والمعنوي كما لوحظ ضبط عدد من القضايا التي يمارس فيها غير السعوديين جريمة الابتزاز في حق بعض السعوديات ويحصلون من خلالهن على مبالغ مالية طائلة جراء التهديد والإكراه. ولأن المشكلة مشتركةً بين جميع أطراف المجتمع فإنه لا بد من زيادة الوازع التوعوي لدى كل طوائف المجتمع العمرية الذكورية منها و النسوية لأن الابتزاز يبدأ بخطوة ليتسنى للجميع الوقوف في وجه هذا العدوان الغاشم على الشرف ومحاولة جعله لقمةً سائغةً في أفواه الطائشين للتحول الأنثى من كائن ذا كيان بشري له احترامه إلى أداة لجني الربح والمال. إن ما قام به مجلس الشورى مؤخراً من رفع توصياته بتغريم المتحرشين بالنساء بمبالغ تصل 100 الف ريال و3 سنوات سجن كحد أقصى في إطار عقوبات أخرى يتم دراستها تبدأ بالسجن 6 شهور وغرامة لا تقل عن 20 ألف ريال للحد من التحرش و الضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له أهوائه التلاعب بمشاعر الآخرين وأعراضهم سيكون سداً منيعاً في وجه هؤلاء والأمر يحتاج لوقفة من وزارة التربية والتعليم وتفعيل دور النشاط الطلابي ومادة التربية الوطنية للحفاظ على مكتسبات الوطن التي يأتي في مقدمتها تلك الأنثى التي هي في الأساس الأم والأخت والزوجة كذلك توطيد العلاقة بين أفراد الأسرة وتثقيفهم بخطر العلاقات الغير مشروعة التي تكون نهايتها حتماً مؤلمة. عادل المالكي إعلامي سعودي مشرف القسم الثقافي بمجلة رؤى المدونة الشخصية ( قطرات من صمت ) http://dropsofsilence.maktoobblog.com